“…في شريعته يلهج نهاراً وليلاً، وكل ما يفعله ينجح” (مزمور 1: 2-3).
عندما تتعلم النفس أن تثق تماماً بالله، تتوقف عن الإنهاك بالتخطيط اللامتناهي والقلق بشأن الغد. بدلاً من ذلك، تستسلم للروح القدس الذي يسكن في داخلها وللإرشاد الواضح الذي تركه لنا الأنبياء ويسوع في الكتاب المقدس. هذا النوع من التسليم يجلب الخفة. لم يعد هناك حاجة لقياس التقدم باستمرار، ولا للنظر إلى الوراء لمحاولة تقييم ما تم تحقيقه. تتقدم النفس ببساطة، بثبات وهدوء، وبسبب عدم تركيزها على نفسها، تتقدم أكثر.
الخادم الأمين الذي يسير في هذا الطريق لا يعيش تحت ثقل القلق أو الإحباط. إذا تعثر بالصدفة، لا يغرق في الشعور بالذنب — بل يتواضع، ينهض ويواصل بقلب قوي. هذه هي جمال الطاعة لشريعة الله القوية: لا شيء يضيع. حتى الأخطاء تتحول إلى تعلم، وكل خطوة تُخطى في الأمانة تتحول إلى بركة.
أعلن الملك داود بحكمة أن من يتأمل في شريعة الرب نهاراً وليلاً ينجح في كل ما يفعله. وهذه الوعد لا يزال حياً. عندما نختار أن نستمع لصوت الله ونسير في طرقه، تزدهر النفس، تتماشى الحياة ويرافقنا السلام. ليس لأن كل شيء سيكون سهلاً، بل لأن كل شيء يبدأ في أن يكون له معنى. الازدهار الحقيقي هو أن نعيش لإرضاء الخالق — بقلب ثابت، متواضع ومليء بالإيمان. -مقتبس من جان نيكولاس غرو. إلى اللقاء غداً، إن شاء الرب.
صلِّ معي: عزيزي الله، أشكرك لأنك أظهرت لي أنني أستطيع أن أثق بك تماماً وأرتاح في إرادتك. عندما أستسلم لتوجيهك وأترك القلق بشأن الغد، يمتلئ قلبي بالسلام. لم أعد بحاجة لقياس تقدمي أو حمل ثقل التوقعات البشرية. يكفي أن أتبع صوتك بهدوء وأمانة، عالماً أنك معي في كل خطوة. شكراً لتذكيري بأنه عندما أسلم السيطرة لك، أجد الخفة والحرية الحقيقية.
يا أبي، اليوم أطلب منك أن تساعدني على السير بتواضع، حتى عندما أتعثر. لا أريد أن أعيش محبوساً في الشعور بالذنب، بل أريد أن أتعلم من أخطائي وأواصل بقلب متجدد. لا تدعني أنسى قوتك الترميمية، التي تحول الفشل إلى نمو والطاعة إلى بركات. علمني أن أحب شريعتك القوية وأثق أنه لا شيء يضيع عندما أسير في طرقك.
يا الله القدوس، أعبدك وأحمدك لأن كلمتك حية وتستمر في تحويل الحياة. ابنك المحبوب هو أميري الأبدي ومخلصي. شريعتك القوية مثل شجرة مغروسة بجانب المياه، تعطي ثمرها في حينه ولا تذبل أوراقها أبداً. وصاياك مثل العسل في الفم والقوة في القلب. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.