كل مقالات Devotional

شريعة الله: تأملات يومية: “علّمني أن أفعل مشيئتك، لأنك أنت إلهي…

“علّمني أن أفعل مشيئتك، لأنك أنت إلهي؛ روحك الصالح يهديني في أرض مستوية” (مزمور 143:10).

أعلى حالة روحية هي تلك التي تتدفق فيها الحياة بشكل عفوي وطبيعي، مثل مياه النهر العميقة في رؤيا حزقيال، حيث لا يعود السابح يقاوم، بل يُحمل بقوة التيار. هذه هي الحالة التي لا تحتاج فيها النفس إلى أن تجاهد لفعل الخير — بل تتحرك على إيقاع الحياة الإلهية، مندفعة بدوافع تأتي من الله نفسه.

لكن هذه الحرية الروحية لا تولد من شعور عابر. إنها تُبنى بالجهد والانضباط والأمانة. تبدأ العادات الروحية العميقة، مثل أي عادة حقيقية، بفعل واضح من الإرادة. يجب اختيار الطاعة — حتى عندما يكون الأمر صعبًا — وتكرار هذا الاختيار حتى تصبح الطاعة جزءًا طبيعيًا من الكيان.

النفس التي ترغب أن تعيش هكذا يجب أن تثبت في شريعة الله القوية وتمارس وصاياه الجميلة. ومن خلال هذه الأمانة المتكررة، تتوقف الطاعة عن أن تكون جهدًا مستمرًا وتتحول إلى حركة تلقائية للنفس. وعندما يحدث ذلك، يقود الإنسان روح الرب نفسه، ويعيش في شركة مع السماء. -مقتبس من أ. ب. سيمبسون. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك لأنك تريد أن تكون حياتي الروحية ثابتة، حرة ومملوءة بحضورك. أنت لا تدعوني إلى حياة جهد فارغ، بل إلى مسيرة تصبح فيها الطاعة فرحًا.

ساعدني أن أختار الصواب حتى عندما يكون صعبًا. امنحني الانضباط لأكرر فعل الخير حتى يصبح جزءًا من كياني. أريد أن أُكوِّن في نفسي العادات المقدسة التي ترضيك، وأريد أن أثبت يومًا بعد يوم في شريعتك ووصاياك، لأني أعلم أن فيها الحياة الحقيقية.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك أنت بنفسك تقويني على الطاعة. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي الطريق الذي تتعلم فيه نفسي أن تسير بلا خوف. وصاياك الجميلة كجداول نهر سماوي تقرّبني إليك أكثر فأكثر. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله، لأن من يقترب منه…

«بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله، لأن من يقترب منه يجب أن يؤمن بأنه موجود وأنه يكافئ الذين يطلبونه» (عبرانيين ١١:٦).

بدأ أبرام رحلته دون أن يعرف إلى أين سيقوده الله. أطاع دعوة نبيلة، حتى دون أن يفهم ما الذي ستجلبه له. اتخذ خطوة واحدة فقط، دون أن يطلب تفسيرات أو ضمانات. هذا هو الإيمان الحقيقي: أن تفعل إرادة الله الآن وتثق بالنتائج بين يديه.

الإيمان لا يحتاج أن يرى الطريق كله — يكفي أن يركز على الخطوة التي أمر الله بها الآن. ليس المطلوب فهم كل العملية الأخلاقية، بل أن تكون أمينًا في العمل الأخلاقي الذي أمامك. الإيمان هو الطاعة الفورية، حتى بدون وضوح كامل، لأنه يثق تمامًا في شخصية الرب الذي أمر.

هذا الإيمان الحي يظهر في الطاعة لشريعة الله القوية ووصاياه العجيبة. من يؤمن حقًا، يطيع دون تردد. النفس الأمينة تتصرف حسب إرادة الخالق وتترك التوجيه والمصير بين يديه. هذه الثقة هي التي تجعل الطاعة خفيفة، والمسيرة آمنة. -مقتبس من جون جوويت. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك لأنك دعوتني للسير معك، حتى عندما لا أرى الطريق كله. أنت لا تكشف لي كل شيء دفعة واحدة، بل تدعوني أن أثق بك خطوة بخطوة.

ساعدني أن أعيش هذا الإيمان الحقيقي — ليس بالكلام فقط، بل بالأفعال. امنحني الشجاعة لأطيع حتى دون أن أفهم كل شيء، والأمانة لأتمم ما كشفته لي بالفعل في شريعتك ووصاياك. ليبقى قلبي غير منشغل بالمستقبل، بل ثابتًا فيما تطلبه مني اليوم.

يا الله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك أهل لكل ثقة. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي السكة الثابتة التي أستطيع أن أخطو عليها بلا خوف. وصاياك العجيبة كأنوار مضيئة في كل خطوة، تهديني بمحبتك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: لتكن كلمات فمي وتأمل قلبي مرضية أمامك…

«لتكن كلمات فمي وتأمل قلبي مرضية أمامك يا رب، صخرتي ومخلّصي!» (مزمور ١٩: ١٤).

هناك نوع من الصمت يتجاوز مجرد الامتناع عن الكلام السيئ عن الآخرين: إنه الصمت الداخلي، وخاصة تجاه الذات. هذا الصمت يتطلب من الإنسان أن يضبط خياله — فيتجنب استرجاع ما سمعه أو قاله، أو أن يضيع في أفكار خيالية، سواء عن الماضي أو المستقبل. إنه علامة على التقدم الروحي عندما تتعلم النفس أن تركز فقط على ما وضعه الله أمامها في اللحظة الحاضرة.

الأفكار المتفرقة ستظهر دائماً، لكن من الممكن منعها من السيطرة على القلب. من الممكن إبعادها، ورفض الكبرياء أو الغضب أو الرغبات الأرضية التي تغذيها. النفس التي تتعلم هذا النوع من الانضباط تبدأ في اختبار الصمت الداخلي — ليس فراغاً، بل سلاماً عميقاً، حيث يصبح القلب حساساً لحضور الله.

ومع ذلك، فإن هذا التحكم في الذهن لا يتحقق بقوة الإنسان وحده. إنه ينشأ من الطاعة لشريعة الله القوية وممارسة وصاياه الكاملة. فهي التي تطهر الأفكار، وتقوي القلب، وتخلق في كل نفس مساحة يمكن أن يسكن فيها الخالق. من يعيش هكذا يكتشف شركة حميمة مع الله تغيّر كل شيء. -مقتبس من جان نيكولا گرو. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك لأنك تهتم ليس فقط بأفعالي، بل أيضاً بأفكاري. أنت تعلم كل ما يجري في داخلي، ومع ذلك تدعوني لأكون معك.

علمني أن أحفظ الصمت الداخلي. ساعدني أن أضبط ذهني، وألا أضيع في ذكريات لا فائدة منها ولا في رغبات فارغة. أعطني التركيز على ما هو مهم حقاً — طاعة مشيئتك، والخدمة الأمينة التي وضعتها أمامي، والسلام الذي يأتي عندما أطلبك بإخلاص.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك تجذبني إليك حتى عندما يتشتت ذهني. ابنك الحبيب هو أميري ومخلّصي الأبدي. شريعتك القوية كسور حماية يحفظ أفكاري ويطهر قلبي. وصاياك العجيبة كأنها نوافذ مفتوحة يدخل منها نور السماء إلى نفسي. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: سأبتهج بفرح عظيم من أجل محبتك، لأنك رأيت ضيقي…

«سأبتهج بفرح عظيم من أجل محبتك، لأنك رأيت ضيقي وعرفت كرب نفسي» (مزمور 31:7).

الله يعرف كل إنسان معرفة تامة. حتى أعمق الأفكار الخفية، تلك التي يتجنب الإنسان نفسه مواجهتها، ليست مخفية عن عينيه. وكلما بدأ الإنسان يعرف نفسه حقاً، بدأ يرى ذاته كما يراها الله. وعندئذ، بتواضع، يبدأ في فهم مقاصد الرب في حياته.

كل موقف — كل تأخير، وكل رغبة لم تتحقق، وكل أمل خاب — له سبب محدد ومكان معين في خطة الله. لا شيء يحدث بالصدفة. كل شيء مضبوط تماماً بحسب الحالة الروحية للإنسان، بما في ذلك أجزاء من أعماقه لم يكن يعرفها من قبل. وحتى يأتي هذا الفهم، يجب أن نثق في صلاح الآب ونقبل، بإيمان، كل ما يسمح به.

يجب أن تسير هذه الرحلة نحو معرفة الذات جنباً إلى جنب مع الطاعة لشريعة الله القوية ووصاياه العجيبة. فكلما خضعت النفس لما يأمر به الرب، ازدادت توافقاً مع الحق، وازدادت معرفةً بنفسها، واقتربت أكثر من الخالق. معرفة الذات، والطاعة بأمانة، والثقة الكاملة — هذا هو الطريق لمعرفة الله حقاً. -مقتبس بتصرف عن إدوارد ب. بوسي. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أسبحك لأنك تعرفني معرفة عميقة. لا شيء فيَّ مخفي عنك، حتى الأفكار التي أحاول تجنبها. أنت تفحص قلبي بكمال ومحبة.

ساعدني أن أطيعك حقاً، حتى عندما لا أفهم طرقك. امنحني التواضع لأقبل تصحيحاتك، والصبر لانتظار أوقاتك، والإيمان لأثق أن كل ما تسمح به هو لصالحي. ليكشف لي كل ضيق شيئاً عن نفسي أحتاج أن أغيره، وليقربني كل خطوة طاعة منك أكثر.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك، لأنه رغم معرفتك بكل جزء من كياني، لم تيأس مني. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي المرآة التي تكشف نفسي وتهديني بثبات في نورك. وصاياك كمفاتيح ذهبية تفتح أسرار قداستك والحرية الحقيقية. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: محبتك أفضل من الحياة! لذلك شفتيّ تسبحانك…

«لأن محبتك أفضل من الحياة، شفتيّ تسبحانك» (مزمور ٦٣: ٣).

عندما يكون القلب مثقلاً، فهذا يكشف أن إرادة الله لم تصبح بعد أحلى ما في النفس. ويُظهر أن الحرية الحقيقية، تلك التي تأتي من طاعة الآب، لم تُفهم بعد فهماً كاملاً. إنه دليل على أن البنوة الإلهية — امتياز أن تُدعى ابناً للعلي — لم تُعش بكل قوتها وفرحها بعد.

لو قبلت النفس بالإيمان كل ما يسمح به الرب، حتى التجارب نفسها ستصبح أعمال طاعة. لن يكون هناك شيء عبثاً. إن القبول الصادق لمخطط الله يحوّل الألم إلى تقدمة، والعبء إلى تسليم، والصراع إلى شركة. وهذا التسليم لا يكون ممكناً إلا عندما تسير النفس في ظل شريعة الله القوية وتحفظ وصاياه الكاملة.

ومن خلال هذه الطاعة العملية واليومية والمملوءة بالمحبة، يختبر ابن الله ما يعني أن يكون حراً حقاً، وسعيداً حقاً. عندما يقبل الإنسان إرادة الآب ويعيش بحسب طرقه، حتى اللحظات الصعبة تتحول إلى فرص للعبادة. إن طاعة إرادة الخالق هي الطريق الوحيد لتحويل المعاناة إلى بركة، والثقل إلى سلام. -مقتبس من هنري إدوارد مانينغ. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أعترف أن قلبي كثيراً ما يحزن لأنني لا أزال أحب إرادتي أكثر من إرادتك. اغفر لي كل مرة أقاوم فيها ما هو حق وأرفض أن أرى إرادتك كأعظم خير.

علمني، أيها الآب، أن أطيعك حتى في التجارب. أريد أن أُسلم لك كل شيء، ليس فقط اللحظات السهلة، بل أيضاً الصراعات والصعوبات. ليكن كل ألم أواجهه مطواعاً في الطاعة، ولتكن حياتي كلها تقدمة حية أمام مذبحك. امنحني قلباً يوافق بسرور على خطتك.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك دعوتني ابناً ومنحتني فرصة أن أعيش لك. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي مفتاح الحرية الحقيقية، التي تكسر قيودي وتقربني منك. وصاياك العجيبة كخطوات ثابتة على طريق السلام والمجد. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: فسألوه: ماذا يجب أن نفعل لنقوم بالأعمال التي يطلبها الله…

«فسألوه: ماذا يجب أن نفعل لنقوم بالأعمال التي يطلبها الله؟» (يوحنا ٦:٢٨).

الله أب صالح. يضع كل شخص بالضبط حيث يريد أن يكون، ويعطي لكل واحد مهمة خاصة، وهي جزء من عمل الآب. هذا العمل، عندما يُنجز بتواضع وبساطة، يصبح ممتعًا وذا معنى. الرب لا يعطي مهام مستحيلة — بل يمنح دائمًا القوة الكافية والفهم اللازم لكي يتمم الإنسان ما قد عيّنه.

عندما يشعر أحدهم بالحيرة أو الإرهاق، غالبًا ما يكون السبب هو الابتعاد عما أمر به الله. الخطأ ليس فيما طلبه الآب، بل في كيفية تعامل الشخص معه. الله يريد من أبنائه أن يخدموه بفرح وسلام في القلب. والحقيقة أن لا أحد يستطيع أن يرضي الله حقًا إذا كان في تمرد أو تذمر دائم. الطاعة لمشيئة الله هي طريق الرضا الحقيقي.

لذلك، إذا رغبت النفس في إرضاء الآب وإيجاد الهدف، فعليها أن تطيع شريعة الله القوية بمحبة وتتبع وصاياه الجميلة. فبعيشة وفقًا لتعاليم الخالق، يكتسب العمل اليومي معنى، ويجد القلب الراحة، وتصبح الشركة مع العلي واقعية. السلام الذي يأتي من الله محفوظ للذين يسيرون في طرقه. -بتصرف عن جون رسكن. إلى الغد إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك لأنك أب صالح تعتني بي وتمنحني المهام بحسب مشيئتك. أنت تعلم ما هو الأفضل لي، ودائمًا تمنحني القوة والفهم لأتمم ما تنتظره مني.

اغفر لي عندما أتذمر أو أرتبك أو أبتعد عما أمرت به. علمني أن أنجز كل شيء بتواضع وفرح، متذكرًا أنني أعمل لأجلك. ولا تدعني أنسى أبدًا أن الطاعة لشريعتك والعمل بوصاياك هما الطريق الآمن لإرضائك والعيش بسلام.

يا الله القدوس، أعبدك وأسبحك على كل يوم من حياتي، وعلى كل مهمة تعهدها لي، وعلى كل تعليم يخرج من فمك. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي نور ينظم طريقي ويعطي معنى لوجودي. وصاياك كالبذور السماوية التي تزهر فرحًا وحقًا في داخلي. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: بمشيئته وَلَدَنَا بكلمة الحق، لكي نكون كأبكار من خليقته كلها…

«بمشيئته وَلَدَنَا بكلمة الحق، لكي نكون كأبكار من خليقته كلها» (يعقوب ١:١٨).

عندما يعيش الإنسان اللحظة الحاضرة بكل كمال، بقلب منفتح وخالٍ من الأنانية، يكون في أفضل وضع ممكن لسماع صوت الله. ففي هذه الحالة من الانتباه الصادق والتسليم، يتكلم الخالق. الرب دائم الاستعداد للتواصل مع الذين يقفون أمامه بتواضع وحساسية.

بدلاً من الضياع في الماضي أو القلق بشأن المستقبل، يجب أن تتموضع النفس بوضوح في الحاضر، منتبهة لما يريد الله أن يكشفه. ففي هذه اللحظة الحاضرة، يكشف الآب الخطوات التي تقرّب النفس إليه. أولئك الذين يسمعون ويطيعون شريعته القوية ينالون امتياز الدخول في شركة حميمة مع الخالق.

وفي هذه الألفة تُخفى أعمق البركات: سلام حقيقي، توجيه آمن، قوة للطاعة، وحماس للحياة. من يسلّم نفسه للحظة بإيمان وإخلاص يجد الله هناك — مستعدًا ليغيّر، ويقود، ويخلّص. الطريق إليه يبدأ بقلب مستعد للسماع. -بتصرف عن توماس كوغسويل أبهام. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك على هذه الفرصة لأعيش يومًا آخر أمامك. أنت إله حاضر، تتكلم مع الذين يطلبونك بصدق. علّمني أن أترك المشتتات وأعيش كل لحظة منتبهًا لما تريد أن تكشفه لي.

ساعدني أن أكون منفتحًا تمامًا على لمستك، وأفكاري ومشاعري متجهة نحو مشيئتك. لا أريد أن أعيش في الماضي، ولا أن أكون قلقًا بشأن المستقبل — أريد أن أجدك هنا، الآن، حيث أنت مستعد أن ترشدني وتباركني. المس قلبي وأرني الطريق الذي يقربني إليك أكثر.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك أب قريب جدًا، منتبه وسخي مع الذين يطلبونك. أنت لا تخفي طرقك عن الذين يسلمون أنفسهم بإخلاص. ابنك الحبيب هو أميري الأبدي ومخلصي. شريعتك القوية هي المنارة التي تضيء الحاضر وتقود إلى قلبك. وصاياك كأنها بوابات مقدسة تفتح لنا كنوز الشركة معك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: وعظمة قدرته الفائقة لنا نحن المؤمنين…

«وعظمة قدرته الفائقة لنا نحن المؤمنين، بحسب عمل شدة قوته» (أفسس ١:١٩).

إن الجذر المزروع في أفضل تربة، وفي مناخ مثالي، ويتلقى كل ما يمكن أن يقدمه الشمس والهواء والمطر، لا يضمن مع ذلك بلوغ الكمال. ومع ذلك، فإن النفس التي تطلب بصدق كل ما يريد الله أن يمنحه، هي في طريق أكثر يقيناً للنمو والامتلاء. الآب دائماً مستعد أن يسكب الحياة والسلام على الذين يطلبونه بإخلاص.

ليس هناك برعم يتجه نحو الشمس يملك يقين الاستجابة مثل النفس التي تتجه إلى الخالق. فالله، كونه مصدر كل خير، يتواصل بقوة ومحبة مع الذين يرغبون حقاً في المشاركة في حضوره. حيثما وُجد الشوق الصادق والطاعة الحية، هناك يظهر الله ذاته. إنه لا يتجاهل من يطلبه بإيمان وتواضع.

لذلك، الأهم من البيئة المحيطة هو اتجاه القلب. عندما تنحني النفس أمام إرادة الله وتقرر أن تتبع شريعته القوية، تنال حياة من العلاء. وصايا الرب هي طرق نور لكل من يثق به. الطاعة بإخلاص هي فتح الكيان لكل ما يريد الخالق أن يسكبه. -مقتبس من ويليام لو. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك لأنك قريب جداً ومستعد دائماً لاستقبالي. بينما أشياء كثيرة في الحياة غير مؤكدة، فإن أمانتك لا تفشل أبداً. إذا طلبتك بإخلاص، أعلم أنك ستأتي إليّ بمحبة وقوة.

أريد أن يرغب قلبي في حضورك أكثر من أي شيء في هذا العالم. علمني أن أمد نفسي إليك، كما تمتد النبتة نحو الشمس. امنحني روح الطاعة التي تحب طرقك وتثق في وصاياك. لا أريد أن أعيش على هامش مشيئتك.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك لا ترفض أبداً نفساً صادقة. أنت تتواصل مع الذين يحبونك ويطيعونك، وأنا أريد أن أعيش هكذا. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كالمطر الذي يتغلغل في التربة ويمنح حياة وفيرة. وصاياك كأشعة الشمس التي تدفئ وتهدي وتقوي طريق البار. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: أنتم أيضًا تُستَخدَمون كحجارة حيّة…

«أنتم أيضًا تُستَخدَمون كحجارة حيّة في بناء بيت روحي لتكونوا كهنوتًا مقدسًا» (١ بطرس ٢:٥).

إلى أي مكان يأخذ الله أرواحنا بعد أن نترك هذه الأجساد الضعيفة، سنكون هناك أيضًا داخل نفس الهيكل العظيم. هذا الهيكل لا يخص الأرض فقط — بل هو أعظم من عالمنا. إنه البيت المقدس الذي يشمل كل الأماكن التي يحل فيها الله. وكما أنه لا نهاية للكون الذي يملك فيه الله، فلا حدود أيضًا لهذا الهيكل الحي.

هذا الهيكل ليس مصنوعًا من حجارة، بل من أرواح تطيع الخالق. إنه مشروع أبدي، يُبنى خطوة بخطوة، حتى يعكس كل شيء من هو الله بشكل كامل. عندما تتعلم النفس الطاعة بإخلاص، فإنها تندمج في هذا البناء الروحي العظيم. وكلما ازدادت طاعتها، صارت تعبيرًا حيًا عن إرادة الرب.

لذلك، فالنفس التي ترغب في أن تكون جزءًا من هذا المخطط الأبدي يجب أن تخضع لشريعته القوية، وتتبع وصاياه بإيمان وإخلاص. هكذا ستصبح الخليقة في النهاية انعكاسًا نقيًا لمجده. -مقتبس بتصرف من فيليبس بروكس. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا رب الإله، أعلم أن جسدي ضعيف وزائل، لكن الروح التي أعطيتني إياها تنتمي إلى شيء أعظم بكثير. أشكرك لأنك أعددت مكانًا يتجاوز هذا العالم، حيث تملأ حضورك كل شيء، وحيث يعيش الذين يطيعونك في سلام وفرح. علمني أن أقدّر هذا الرجاء الأبدي.

أريد أن أكون جزءًا، أيها الآب، من هيكلك الحي — ليس فقط في المستقبل، بل هنا والآن أيضًا. امنحني قلبًا خاضعًا، يرغب في إرضائك فوق كل شيء. لتكن طاعتي صادقة وثابتة. شكّلني لأكون نافعًا في العمل الذي تبنيه.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبّحك لأنك ضممتني إلى هذا المخطط الأبدي، رغم أنني صغير وضعيف. لقد دعوتني إلى أمر يتجاوز الزمن، ويتجاوز العوالم، ويتجاوز نفسي. ابنك الحبيب هو أميري الأبدي ومخلّصي. شريعتك القوية هي أساس هذا الهيكل غير المنظور والمجيد. وصاياك أعمدة حيّة تدعم الحق وتعكس قداستك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: فلا تهتموا للغد، لأن الغد…

«فلا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره» (متى 6:34).

من كان لديه أسباب كثيرة للفرح ومع ذلك يختار التمسك بالحزن والانزعاج، فهو يستخف بعطايا الله. حتى عندما تقدم لنا الحياة بعض الصعوبات، هناك نعم لا تُحصى يمكننا أن نراها — نور هذا اليوم الجديد، نسمة الحياة، فرصة البدء من جديد. إذا أرسل الله إلينا أفراحًا، يجب أن نستقبلها بالشكر؛ وإذا سمح بالتجارب، علينا أن نواجهها بالصبر والثقة. في النهاية، اليوم فقط هو بين أيدينا. الأمس قد مضى، والغد لم يأتِ بعد. حمل مخاوف وآلام عدة أيام في فكر واحد هو عبء لا داعي له، لا يجلب إلا سلب سلام النفس.

لكن هناك أمر أكثر أهمية: إذا كنا نرغب أن يكون هذا اليوم مليئًا حقًا بالبركات، والتحرير، والسلام، والتوجيه من العُلى، فعلينا أن نسير بحسب شريعة الله القوية. النفس التي تطلب رضا الرب يجب أن تترك الخطيئة وتجتهد في طاعة وصايا الخالق العجيبة، تلك التي أعطاها لشعبه بمحبة وحكمة. هذه الطاعة الصادقة هي التي تُظهر للآب أننا نرغب في حضوره والخلاص الذي يقدمه. وعندما يرى الآب هذا الشوق الحقيقي في قلب الإنسان، يرسله إلى ابنه يسوع، ليحصل على الغفران، والتغيير، والحياة الأبدية.

فلا تضيّع يومًا آخر في التذمر أو الشعور بالذنب أو الخوف من المستقبل. سلّم نفسك اليوم لمشيئة الله، وسر في طرقه بأمانة، ودعه يملأ حياتك بالمعنى. السماء مستعدة لأن تفيض بالبركات على الذين يسيرون بحسب إرادته. اختر الطاعة، وسترى قوة الرب تعمل — تُحرر، وتُشفي، وتقودك إلى يسوع. -مقتبس من جيريمي تايلور. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك على هذا اليوم الجديد الذي وضعتَه أمامي. حتى في وسط الصعوبات، أعترف أن لدي أسبابًا كثيرة للفرح. نجني، يا أبتي، من إضاعة هذا اليوم بالتذمر أو بحمل هموم لا تخصني. علمني أن أعيش الحاضر بشكر، وأن أستريح في أمانتك، وأثق أن كل ما تسمح به له هدف أعظم.

امنحني، يا رب، قلبًا مطيعًا ومستعدًا أن يسلك في طرقك بإخلاص. أعلم أن بركاتك لا تنفصل عن مشيئتك، وأن التحرير والسلام الحقيقي لا يناله إلا من يخضع لوصاياك بمحبة. ساعدني أن أسير بحسب شريعتك القوية، وأرفض كل ما لا يرضيك. ليكن حياتي شهادة حية على أنني أريد أن أرضيك وأكرمك. قدني، يا أبتي، إلى ابنك الحبيب، لكي أنال من خلاله الغفران، والتغيير، والخلاص.

يا الله القدوس، أعبدك وأسبحك من أجل رحمتك التي تتجدد كل صباح، ومن أجل صبرك عليّ، ومن أجل وعودك الأمينة. أنت رجائي الدائم ومعونتي الأكيدة. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كنهر عدل يطهر النفس ويقويها. وصاياك كنجوم السماء — ثابتة، جميلة، ومليئة بالإرشاد. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.