كل مقالات Devotional

شريعة الله: تأملات يومية: سأرشدك وأعلمك الطريق الذي يجب أن تسلكه…

«سأرشدك وأعلمك الطريق الذي يجب أن تسلكه؛ سأرشدك بعينيّ» (مزمور ٣٢: ٨).

إن الحياة الروحية الأسمى ليست تلك التي تتسم بالجهد المستمر، بل بالسلاسة — كالنهر العميق الذي رآه حزقيال في رؤياه. من يغوص في هذا النهر يتعلم أن يتوقف عن مقاومة التيار ويبدأ بأن يُقاد بقوته. الله يريدنا أن نعيش هكذا: منقادين بشكل طبيعي بحضوره، مدفوعين بعادات مقدسة تنبع من قلب تدرب على الطاعة.

لكن هذه الخفة لا تولد بالصدفة. العادات الروحية التي تدعمنا يجب أن تتكوّن بقصد. إنها تبدأ بخيارات صغيرة، وقرارات حازمة للسير في الطريق الذي أظهره الله. كل خطوة طاعة تقوي التالية، حتى لا تعود الطاعة تبدو عبئًا، بل تصبح فرحًا. وصايا الرب العظيمة، حين تُمارس باستمرار، تتحول إلى مسارات داخلية تسير فيها نفوسنا بثبات وسلام.

الآب يبارك ويُرسل المطيعين إلى الابن لنيل الغفران والخلاص. لذلك، ابدأ بالأمانة، حتى لو شعرت بالصعوبة. الروح القدس مستعد أن يشكل فيك حياة طاعة ثابتة، هادئة، ومملوءة بالقوة التي تأتي من العلاء. -مقتبس من أ. ب. سمبسون. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي، أرغب أن أسير معك بخفة وثبات. ليكن حياتي الروحية لا تتسم بالتقلبات، بل بجريان مستمر من حضورك في داخلي. علمني أن أستسلم لتيار روحك.

ساعدني أن أُكوِّن، بشجاعة، العادات المقدسة التي ترغبها لي. ليكن كل فعل طاعة، ولو صغيرًا، يقوي قلبي للخطوات القادمة. امنحني الثبات حتى تصبح الطاعة طبيعتي المتغيرة.

يا الله الحبيب، أشكرك لأن روحك يعمل فيَّ بصبر. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي المجرى العميق الذي يجري فيه نهر الحياة. وصاياك هي الدوافع المقدسة التي تقودني إلى السلام. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: الرب هو صخرتي وحصني ومحرري…

«الرب هو صخرتي وحصني ومحرري؛ إلهي، صخرتي التي بها أحتمي؛ ترسي، وقرن خلاصي، وملجئي العالي» (مزامير 18:2).

الذين يسيرون حقًا مع الله يعلمون، من خلال الخبرة، أن الخلاص ليس مجرد حدث ماضٍ. إنه واقع يومي، واحتياج دائم. من يعرف، ولو جزئيًا، ضعف قلبه، وقوة التجارب، ومكر العدو، يدرك أنه بدون معونة الرب المستمرة، لا يمكن الانتصار. الصراع بين الجسد والروح ليس علامة فشل، بل سمة الذين ينتمون إلى العائلة السماوية.

وفي هذا الصراع اليومي، تتجلى وصايا الله السامية كأدوات للحياة. فهي لا تشير فقط إلى الطريق — بل تقوي النفس أيضًا. الطاعة ليست اختبارًا منفردًا، بل تمرين مستمر للإيمان، والاختيار، والاعتماد. المسيح القائم من بين الأموات لم يمت لأجلنا فقط؛ بل هو حي ليعضدنا الآن، لحظة بلحظة، ونحن نسير في هذا العالم المليء بالمخاطر.

الأب لا يعلن خططه إلا للمطيعين. والخلاص الذي يقدمه، كل يوم، متاح لأولئك الذين يختارون أن يسيروا بأمانة، حتى وسط المعركة. فلتعترف اليوم بحاجتك واطلب، في طاعة، هذا الخلاص الحي والحاضر. -مقتبس بتصرف عن جي. سي. فيلبوت. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي، أسبحك لأنك أظهرت لي أن الخلاص ليس شيئًا نلته في الماضي فقط، بل هو أمر أحتاجه اليوم — هنا، والآن. في كل صباح، أكتشف كم أعتمد عليك لأبقى ثابتًا.

ساعدني أن أتعرف على ضعفي دون يأس، وأن أرجع دومًا إلى معونتك. لتكن حضورك سندي وسط الصراع، ولتكن الطاعة لكلمتك مرشدي بأمان.

يا الله الحبيب، أشكرك لأنك منحتني خلاصًا حيًا، حاضرًا وقويًا. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي ترسي الذي يحميني في المعارك اليومية. وصاياك هي تيارات حياة تربطني بالنصرة. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: بالإيمان، أطاع إبراهيم عندما دُعي، وذهب إلى مكان كان سيأخذه…

«بالإيمان، أطاع إبراهيم عندما دُعي، وذهب إلى مكان كان سيأخذه ميراثًا، وخرج دون أن يعرف إلى أين يذهب» (عبرانيين ١١:٨).

الإيمان الحقيقي لا يطلب خرائط مفصلة ولا وعودًا مرئية. عندما يدعو الله، يستجيب القلب الواثق بطاعة فورية، حتى دون أن يعرف ما سيأتي بعد ذلك. هكذا كان إبراهيم — لم يطلب ضمانات، ولم يشترط معرفة المستقبل. فقط خطا الخطوة الأولى، مدفوعًا بدافع نبيل وأمين، وترك النتائج بين يدي الله. هذا هو سر السير مع الرب: أن نطيع في الحاضر دون قلق مما ينتظرنا في الأمام.

وفي هذه الخطوة المطيعة، تصبح وصايا الرب العظيمة هي بوصلة حياتنا. فالإيمان لا يُبنى على التفكير البشري، بل على ممارسة الأمانة لما أعلنه الله بالفعل. لسنا بحاجة لفهم كل الخطة — يكفي أن نتبع النور الذي يضيئه لنا الآن. عندما يخضع القلب بإخلاص للمشيئة الإلهية، يترك التوجيه والمصير في رعاية الآب، وذلك يكفي.

الآب يبارك ويقود المطيعين إلى الابن لينالوا الغفران والخلاص. اليوم، الدعوة بسيطة: خذ الخطوة التالية. ثق، وأطع، ودع الباقي لله. الإيمان الذي يرضي الرب هو الذي يعمل بأمانة حتى عندما يكون كل شيء حوله غير مرئي بعد. -بتصرف عن جون جوويت. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا رب، ساعدني أن أثق بك دون أن أحتاج لرؤية الطريق كله. ليكن إيماني لا يعتمد على الأجوبة، بل يتقوى في الطاعة لما تظهره لي اليوم.

ولا تسمح لي أن أؤجل الأمانة بسبب رغبتي في التحكم بالغد. علمني أن أسمع صوتك وأسلك في طرقك بثبات وسلام، حتى وإن لم أفهم المصير.

أيها الآب الحبيب، أشكرك لأنك دعوتني للسير معك كما فعلت مع إبراهيم. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي الطريق الآمن تحت قدمي. وصاياك هي الأنوار التي تضيء كل خطوة نحو خطتك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: من يصعد إلى جبل الرب؟ أو من يقف في موضع قدسه؟

«من يصعد إلى جبل الرب؟ أو من يقف في موضع قدسه؟ الذي له يدان نقيتان وقلب طاهر» (مزمور 24: 3–4).

السماء ليست مكانًا يدخل إليه الإنسان صدفة أو لمجرد الراحة. إنها بيت أعدّه الله، مخصص لأولئك الذين يحبونه حقًا — والذين أحبهم هو وغيّرهم. المساكن السماوية لا تُعطى لقلوب غير مبالية، بل لأولئك الذين تعلّموا هنا أن يفرحوا بأمور العلى. الرب يهيئ السماء، لكنه أيضًا يهيئ قلب من سيسكن فيها، مشكّلاً النفس لكي ترغب وتشتاق وتتلذذ بما هو أبدي.

هذا الإعداد يحدث عندما نطيع وصايا الآب السامية، فنبدأ بمحبة ما يحبه هو. يصبح العقل أكثر نبلاً، والقلب أخف، وتتنفس النفس جو القداسة كما لو كانت هناك بالفعل. هذه الروحانية الحقيقية ليست شيئًا مصطنعًا — بل تولد من الطاعة اليومية، والرغبة الصادقة في إرضاء الآب، وترك ما هو أرضي وفارغ.

الآب يبارك ويرسل المطيعين إلى الابن للمغفرة والخلاص. وهؤلاء، الذين تشكلوا من الداخل، هم الذين سيسكنون في المساكن الأبدية بفرح. فلتتهيأ نفسك هنا، لكي تكون مستعدة للبيت الذي أعدّه الرب. -مقتبس من ج. سي. فيلبوت. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: أيها الآب القدوس، أعد قلبي ليسكن معك. لا أريد فقط أن أعرف عن السماء — بل أريد أن أشتاق إلى السماء، وأعيش من أجل السماء، وأتشكّل من أجل السماء. علّمني أن أحب ما هو أبدي.

لتغيّرني حضورك من الداخل إلى الخارج، ولأجد لذتي في أمور العلى. أبعد عني كل ما يربطني بالعالم واملأني بحلاوة قداستك.

يا إلهي الحبيب، أشكرك لأنك تهيئ السماء وقلبي معًا. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي القالب الذي يصقلني لأجواء السماء. وصاياك كأنها نسائم نقية ترفعني إلى حضرتك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: قدني في طريق البر من أجل اسمك….

«قدني في طريق البر من أجل اسمك. حتى إذا سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي» (مزمور ٢٣: ٣–٤).

عندما نختار أن نعيش في الطاعة والتقوى، يبدأ شيء ثمين في النمو في قلوبنا: إيمان ثابت، هادئ، لكنه راسخ — يحول حضور الله إلى حقيقة، حتى وإن كان غير مرئي. يصبح جزءًا من كل شيء. وحتى عندما يصبح الطريق صعبًا، مليئًا بالظلال والآلام التي لا يراها أحد، يبقى هو هناك، ثابتًا بجانبنا، يقود كل خطوة بمحبة.

هذه الرحلة ليست سهلة. أحيانًا نمر بضيقات عميقة، وتعب خفي، وآلام صامتة لا يشعر بها حتى الأقربون إلينا. لكن من يتبع وصايا الرب الجميلة يجد فيها التوجيه والعزاء والقوة. الآب يقود المطيعين برفق، وعندما ننحرف، يؤدبنا بحزم، ولكن دائمًا بمحبة. في كل شيء، هدفه واحد: أن يقودنا إلى الراحة الأبدية معه.

الآب لا يرسل المتمردين إلى الابن. أما الذين يسمحون لأنفسهم بأن يُقادوا، حتى وسط الألم، فيعدهم بالحضور، والتوجيه، والنصر. فلتسلم اليوم قلبك لطريق الرب — لأنه معه، حتى أكثر الدروب ظلمة تقود إلى النور. -مقتبس بتصرف عن هنري إدوارد مانينغ. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي، حتى عندما يبدو الطريق طويلاً ووحيدًا، أثق أنك معي. أنت ترى صراعاتي الخفية، وآلامي الصامتة، وفي كل شيء لك قصد من المحبة.

امنحني قلبًا وديعًا ومطيعًا، يعرف كيف يسمعك في النسيم اللطيف أو في صوت تأديبك الحازم. ألا أضل أبدًا في إرادتي، بل أسلم نفسي لتوجيهك، عالمًا أن غايتك دائمًا هي الراحة والسلام.

يا الله الحبيب، أشكرك لأنك تقودني بكل عناية، حتى عندما لا أفهم. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي العصا التي تسندني في الدروب الصعبة. وصاياك هي الطريق الآمن الذي يقودني إلى راحتك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: طوبى لأنقياء القلب، لأنهم سيعاينون…

«طوبى لأنقياء القلب، لأنهم سيعاينون الله» (متى 5:8).

السماء ليست مجرد مقصد بعيد — بل هي المكان الذي ستُدرَك فيه حضرة الله بالكامل، بكل جماله وجلاله. هنا على الأرض، نختبر لمحات من هذا المجد، لكن هناك، سيظهر بلا حدود. إن وعد الوقوف يوماً أمام الخالق، ورؤيته كما هو، لا يعزينا فقط، بل يرفعنا أيضاً. إن معرفة أننا خُلقنا للمثول أمام ملك الملوك، جنباً إلى جنب مع الكائنات السماوية، يغيّر الطريقة التي نعيش بها هنا.

ولهذا السبب نحتاج أن نعيش منذ الآن بقلوب متوافقة مع وصايا الرب الجميلة. إن الطاعة لما أعلنه الله لا تجعلنا فقط أشخاصاً أفضل — بل تهيئنا لذلك اليوم المجيد من اللقاء الأبدي. السماء ليست للفضوليين، بل للمطيعين. أولئك الذين يطلبون الآب بإخلاص، ويسيرون في الطرق التي وضعها بنفسه، سيرتفعون من غبار هذا العالم ليتأملوا مجد العلي.

الآب يبارك ويُرسل المطيعين إلى الابن لنيل الغفران والخلاص. فلتكن حياتك اليوم استعداداً واعياً لهذا اللقاء الأبدي. عش كمن دُعي للمثول أمام العرش — بتواضع، ومهابة، وأمانة. -مقتبس من ه. ميلفيل. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الرب العلي، ما أعظم وعدك بأن أكون يوماً أمامك! حتى وإن لم أفهم كيف سيكون ذلك، يملأ قلبي الرجاء عندما أعلم أنني سأرى مجدك معلناً بالكامل.

علمني أن أعيش كمن ينتظرك. فلتعكس كل قراراتي هنا على الأرض رغبتي في أن أكون معك. فلتكن طاعتي اليوم علامة الرجاء الذي أملكه للغد.

يا إلهي الحبيب، أشكرك لأنك دعوتني لهذا المصير المجيد. ابنك الحبيب هو أميري ومخلّصي الأبدي. شريعتك القوية هي الطريق الذي يهيئني للقاء وجهك. وصاياك هي الدرجات التي تقودني إلى الأبدية معك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات…

«ليس كل من يقول لي: يا رب، يا رب! يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات» (متى 7:21).

هناك أمر يجب أن نتعلمه جميعًا: أفكارنا ونظرياتنا وتفسيراتنا البشرية عن الله محدودة وزائلة. لا يوجد نظام لاهوتي هو في حد ذاته الحق الأبدي — فهي مجرد هياكل مؤقتة، نافعة لفترة، مثل الهيكل القديم. ما يبقى ويمس قلب الله ليس آراءنا، بل الإيمان الحي والطاعة العملية. الاتحاد الحقيقي بين أبناء الله لن يأتي من الاتفاق العقائدي، بل من التسليم الصادق والخدمة للرب بمحبة ووقار.

لم يدعنا يسوع لنكون معلمين للأفكار، بل عاملين بمشيئة الآب. لقد علمنا إيمانًا يتجاوز الكلمات، يُختبر في الحياة اليومية، ويُبنى على صخرة الطاعة. وهذا الإيمان، الثابت في وصايا الله العظيمة، هو ما يوحّد ويغيّر ويقود إلى المسيحية الحقيقية. عندما نتوقف عن الدفاع عن آرائنا ونبدأ في عيش الحق المعلن، يسطع نور الله بقوة في مجتمعاتنا الصغيرة، جالبًا وحدة حقيقية وحياة وافرة.

الآب يبارك ويرسل المطيعين للابن لنيل الغفران والخلاص. ليكن اختيارك اليوم ألا تؤمن بعقلك فقط، بل أن تطيع بقلبك وتخدم بيديك. -مقتبس بتصرف عن ج. م. ويلسون. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: يا رب الإله، نجني من غرور الآراء وخذ بيدي لأبحث عن جوهر ما هو أبدي. لا تدعني أخلط بين المعرفة والقداسة، ولا بين الكلام والطاعة. علمني أن أقدّر ما هو حقًا مهم.

ساعدني أن أروّج للوحدة حيثما كنت، ليس بأن أفرض على الجميع أن يفكروا مثلي، بل بأن أعيش بتواضع وأخدم بمحبة. ليكن شهادتي أعظم من أي جدال، ولتتحدث حياتي عن حقك.

أيها الآب الحبيب، أشكرك لأنك أظهرت لي أن المسيحية الحقيقية هي في الطاعة والمحبة. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي الأساس الذي يدعم الإيمان الحقيقي. وصاياك هي الجسور التي توحد الذين يرغبون في العيش لك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: جعل كل شيء جميلاً في وقته؛ ووضع أيضاً الأبدية في قلب الإنسان…

«جعل كل شيء جميلاً في وقته؛ ووضع أيضاً الأبدية في قلب الإنسان» (جامعة ٣:١١).

لم يكن الصدفة، ولا العدو، من وضعنا في هذا الزمان بالذات. بل الله نفسه هو الذي حدد أن يكون هذا الجيل هو ميدان معركتنا، ونصيبنا من التاريخ. إذا وضعنا هنا، فهذا لأننا مدعوون هنا لنعيش، ونكافح، ونطيع. لا جدوى من تمني أيام أسهل، فالموعد الصحيح هو هذا — والنعمة تكمن في مواجهته بالشجاعة، والوقار، والحق. كل صعوبة هي أداة إلهية لإيقاظ إيمان أعمق، وأكثر جدية، وأكثر واقعية فينا.

وفي هذه الأيام الصعبة نتعلم أن نتوقف عن الاعتماد على أنفسنا ونخضع لإرشاد وصايا الرب العظيمة. عندما تنهار المعتقدات السهلة، ينكشف الإيمان الحقيقي. وبطاعتنا لما قاله الله بالفعل، وسيرنا في الطريق الذي رسمه لنا، نتقوى لنستمر. الزمن الذي نعيش فيه يتطلب الثبات والتمييز — وهذا بالضبط ما تنتجه الطاعة لشريعة الآب فينا.

الآب يبارك ويرسل المطيعين للابن لنيل الغفران والخلاص. فلتختر اليوم أن تعيش هذا الزمان بشجاعة وتواضع، واثقاً لا بقوتك، بل بحكمة الله الذي دعاك لهذا الوقت بالذات من التاريخ. -مقتبس بتصرف عن جون ف. د. موريس. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: يا الله الأبدي، أنت تعرف الأزمنة والمواسم، وأعلم أن هذا الزمان قد اخترته لي. لا أريد أن أتهرب من مسؤولية أن أعيش اليوم، هنا، كما تريد يا رب.

ساعدني ألا أتمنى ماضياً أسهل، بل أن أكون ثابتاً وأميناً في هذا الحاضر الذي أعددته لي. علمني أن أؤمن بنضج، وأن أطيع بشجاعة، وأن أسير وعيوني مثبتة على مشيئتك.

يا رب الحبيب، أشكرك لأنك وضعتني في هذا الزمان لهدف. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي الدفة التي توجهني حتى في الرياح المعاكسة. وصاياك هي الأرض الصلبة التي أمشي عليها حتى عندما يبدو كل شيء حولي غير مؤكد. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: أنتم أيضًا، كحجارة حية، تُبنون بيتًا روحيًا…

«أنتم أيضًا، كحجارة حية، تُبنون بيتًا روحيًا، لتكونوا كهنوتًا مقدسًا» (١ بطرس ٢:٥).

الحياة التي نعيشها هنا هي ورشة بناء لشيء أعظم وأكثر مجدًا. بينما نسير على هذه الأرض، نحن كالحجارة الخام في المحجر، يُشكّلنا الله ويهذبنا ويعدّنا لهدف معيّن. كل ضربة من الشدائد، وكل ظلم نتعرض له، وكل تحدٍ نواجهه هو جزء من العمل الإلهي — فمكاننا ليس هنا، بل في البنية السماوية العظيمة التي يقيمها الرب، غير مرئية للعيون، لكنها أكيدة وأبدية.

وفي هذا المسار من الإعداد، تصبح الطاعة لوصايا الله الجميلة أمرًا أساسيًا. فهو يقيسنا بدقة، كما بالميزان، ويريد أن يتوافق قلبنا بالكامل مع مشيئته. ما يبدو اليوم مجرد ألم أو عدم ارتياح، هو في الحقيقة تعديل تصنعه يد الخالق لكي نُدرج يومًا ما في الانسجام الكامل لهياكل هيكله الأبدي. هنا ما زلنا منفصلين، متفرقين — لكن هناك، سنكون جسدًا واحدًا، في وحدة كاملة، كل واحد في مكانه المناسب.

إن الله لا يكشف خططه إلا للمطيعين. فلتستقبل بإيمان عمل الآب في حياتك، واختر أن تُشكّل بحسب مشيئته. لأن الذين يسمحون لأنفسهم بأن يُعدّوا، سيؤخذون في الوقت المناسب ليكونوا جزءًا من الهيكل السماوي — حيث يسكن ملء الله. -مقتبس من ج. فوغان. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الرب المجيد، حتى عندما لا أفهم مقاصدك، أثق في يديك اللتين تشكلانني. أعلم أن كل لحظة صعبة لها قيمة أبدية، لأنك تهيئ نفسي لشيء أعظم بكثير مما أراه الآن.

امنحني الصبر والإيمان لأقبل عمل روحك فيّ. اجعلني كحجر حي، مستعدًا لأن أُعدّل وفق تصميمك. علمني أن أطيع وأن أستسلم بالكامل لمشيئتك، حتى وإن جرحتني قبل أن تشفيني.

يا الله الحبيب، أشكرك لأنك ضممتني لبناء هيكلك الأبدي. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي المقياس الذي ينسقني مع السماء. وصاياك أدوات أمينة تصقلني بالكمال. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: مخافة الرب هي بداية الحكمة؛ ومعرفة القدوس هي الفهم…

«مخافة الرب هي بداية الحكمة؛ ومعرفة القدوس هي الفهم» (أمثال ٩:١٠).

هناك قوة عظيمة عندما يسير القلب والعقل والحكمة معًا تحت قيادة الله. المحبة هي ما يحرك كياننا — فبدونها، تغفو النفس وتصبح غير مبالية بالغرض الذي خُلقت من أجله. أما العقل، فهو القوة والقدرة، أداة منحها لنا الخالق لفهم الحق. لكن الحكمة، التي تأتي من العلاء، هي التي توحّد كل ذلك وتوجهنا نحو أمر أعظم: أن نعيش بحسب طبيعتنا الأبدية، عاكسين بذلك شخصية الله نفسه.

هذه هي الحكمة التي تتجلى في وصايا الرب العظيمة، والتي تشكل حياتنا في القداسة. إنها لا تمحو جوهرنا — بل على العكس، تكمل الكيان، فتحول الطبيعة إلى نعمة، والفهم إلى نور، والمودة إلى إيمان حي. عندما نطيع ما أعلنه الله، نُرفع فوق المعتاد. الحكمة ترشدنا لنعيش كأبناء الأبدية، بهدف واتزان وعمق.

الأب لا يكشف خططه إلا للمطيعين. وعندما نوحّد القلب والعقل والطاعة مع طرق الرب السامية، يغيرنا هو ويعدنا لنُرسل إلى الابن، للفداء والامتلاء. فلتكن هذه الحبال الثلاثية متينة فينا، اليوم ودائمًا. -مقتبس من ج. فون. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: يا الله الأبدي، ما أجمل حكمتك! لقد خلقتنا بقلب وعقل ونفس — ولا ينسجم كل ذلك إلا فيك بالكمال. ساعدني أن أعيش بهدف وألا أبدد المواهب التي منحتني إياها.

علمني أن أحب بنقاء، وأفكر بوضوح، وأسلك بحكمة. ألا أفصل الإيمان عن العقل، ولا المحبة عن الحق، بل ليكن كل ما فيَّ مقدسًا بحضورك وكلمتك.

آه، أيها الآب الحبيب، أشكرك لأنك أظهرت لي أن الحكمة الحقيقية منك وحدك. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي النبع الذي ينسجم به كياني مع الأبدية. وصاياك خيوط مقدسة توحد العقل والقلب والنفس في وحدة كاملة. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.