كل مقالات Devotional

شريعة الله: تأملات يومية: انظر، أنا اليوم أضع أمامك الحياة والخير، والموت والشر…

«انظر، أنا اليوم أضع أمامك الحياة والخير، والموت والشر… فاختر الحياة» (تثنية ٣٠: ١٥، ١٩).

يمنحنا الله شيئًا هو في الوقت ذاته عطية ومسؤولية: قوة الاختيار. منذ بداية مسيرتنا، يقترب منا ويسأل: «اطلب ما تشاء فأعطيك». الحياة ليست تيارًا يجرفنا بلا هدف، بل هي ساحة قرارات، حيث تكشف كل اختيار عما في القلب. تجاهل هذا النداء أو مجرد الامتناع عن الاختيار هو في حد ذاته اختيار. وما يحدد مصيرنا ليس الظروف المحيطة بنا، بل الاتجاه الذي نقرر أن نسلكه أمامها.

لكن هذا الاختيار لا يتم في الفراغ — بل يجب أن يكون مؤسسًا على الطاعة للطريق الرائع الذي رسمه الله. فهو لا يمنحنا فقط حق الاختيار، بل يبين لنا أيضًا الطريق الصحيح من خلال وصاياه العجيبة. عندما يحاول الإنسان أن يعيش بطريقته الخاصة متجاهلًا صوت الخالق، تصبح الحياة خسارة وتخبو الروح تدريجيًا. أما عندما نختار الطاعة، حتى وسط الصراع، نصبح لا يُقهَرون، إذ لا يمكن لأي شر أن يهزمنا دون إذننا.

يبارك الآب ويرسل المطيعين إلى الابن لنيل الغفران والخلاص. اليوم، أمام النداء الإلهي، اختر بحكمة. اختر أن تطيع، أن تحيا، وأن تنتصر — لأن طريق الله هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى الحياة الكاملة. -مقتبس من هيربر إيفانز. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب العادل، أمام صوتك الذي يدعوني للاختيار، أسجد لك بخشوع. لا أريد أن أعيش كمن يهرب من مسؤولية القرار، بل كمن يدرك ثقل وجمال اتباعك بالحق.

ضع فيَّ الشجاعة لأقول نعم لمشيئتك، ولا للطرق التي تبدو جيدة فقط في الظاهر. علمني أن أختار بحكمة، وبإيمان، وبطاعة، لأني أعلم أن النصر الحقيقي لا يكون إلا فيك.

يا رب الحبيب، أشكرك لأنك منحتني حرية الاختيار وأيضًا الطرق الصحيحة التي أسلكها. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي مشعل مضيء في مفترقات الحياة. وصاياك مراسي ثابتة تحفظ نفسي آمنة في أوقات القرار. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: اطلبوا يُعطَ لكم؛ ابحثوا تجدوا؛ اقرعوا يُفتح لكم…

«اطلبوا يُعطَ لكم؛ ابحثوا تجدوا؛ اقرعوا يُفتح لكم» (متى ٧:٧).

الرب، في صلاحه، يفتح أمامنا الأبواب والفرص — وحتى في الأمور الأرضية، يدعونا أن نطلب: «اطلب ما شئت فأعطيك.» لكن الطلب ليس فعلاً فارغاً. الصلاة الحقيقية تنبع من قلب صادق، مستعد أن يتحرك نحو ما طلبه. الله لا يكافئ الكسل، ولا يفيض بالبركات على الرغبات السطحية. أولئك الذين يطلبون بصدق يظهرون هذا الإخلاص بالفعل، والمثابرة، والالتزام بالوسائل التي وضعها الله نفسه.

وهنا بالضبط تصبح الطاعة لشريعة الرب العظيمة أمراً أساسياً. الوصايا ليست عقبات أمام تحقيق طلباتنا، بل هي الطرق الآمنة التي يقودنا الرب من خلالها إلى ما يريد أن يمنحنا إياه. الصلاة المصحوبة بالاجتهاد والأمانة لها قيمة عظيمة أمام الآب. وعندما نطلب ونسير بحسب مشيئته، يمكننا أن نكون واثقين أن النتيجة ستكون بركة.

الآب يبارك ويرسل المطيعين إلى الابن لنيل الغفران والخلاص. إذا كنت تصرخ إلى الله من أجل شيء ما، فتأمل إن كنت تسير في الطرق الصحيحة. الله يكرم الإيمان الذي يتحول إلى أفعال، والصلاة الصادقة، عندما تقترن بالطاعة، تغير المصائر. -مقتبس بتصرف عن ف. و. فارار. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الحبيب، ساعدني أن أطلب بصدق كل ما أحتاج إليه. ليكن كلامي أمامك غير فارغ أو متسرع، بل ينبع من قلب يكرمك بالحق.

امنحني الاستعداد لأعمل بحسب مشيئتك، وأن أتبع الخطوات التي أعددتها لي. علمني أن أُقدّر طرقك وأبقى ثابتاً فيها، بينما أنتظر استجابة صلواتي.

يا إلهي الأمين، أشكرك لأنك تعلمني أن الصلاة الحقيقية تسير جنباً إلى جنب مع الطاعة. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي الخريطة التي ترشدني في جميع قراراتي. وصاياك كمسالك من نور تهديني نحو وعودك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: أما البار فبإيمانه يحيا؛ وإن ارتد، فلا تسر به نفسي…

«أما البار فبإيمانه يحيا؛ وإن ارتد، فلا تسر به نفسي» (حبقوق ٢:٤).

الإيمان الحقيقي لا يظهر في لحظات العجلة، بل في السير الثابت حتى عندما يبدو أن الثمار تتأخر. نادرًا ما يتمم الله عمله دفعة واحدة. إنه يعمل بطبقات، في أوقات ومواسم، كالنمو البطيء لشجرة قوية من بذرة شبه غير مرئية. كل صعوبة نواجهها، وكل انتظار صامت، هو اختبار يقوي ما هو أصيل ويكشف ما هو مجرد مظهر. والذي يؤمن حقًا يتعلم أن ينتظر دون أن يستسلم، حتى أمام أصعب التحديات وأكثرها غموضًا.

هذه العملية من النضوج تتطلب أكثر من الصبر — إنها تتطلب الخضوع لإرشاد الآب الذي يقودنا بحكمة من خلال وصاياه الجميلة. الإيمان الذي لا يتسرع هو ذاته الذي يطيع، خطوة بخطوة، تعاليم الله الأبدية. وفي هذا السير الأمين يمتحننا الآب ويهيئنا، مميزًا بين من ينتمون إليه حقًا ومن هم مجرد مظهر.

الآب لا يرسل المتمردين إلى الابن. أما الذين يثابرون، حتى وإن لم يروا كل شيء بوضوح، فيكشف لهم الطريق ويقودهم إلى الخلاص. اثبت وواصل الثقة والطاعة، لأن توقيت الله كامل، والذين يثقون به لن يخيبوا أبدًا. -مقتبس بتصرف عن جي. سي. فيلبوت. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا سيدي، علمني أن أنتظر في الوقت المناسب، دون تذمر أو يأس. امنحني الصبر الذي يكشف عن قوة الإيمان ويشكل شخصيتي بحسب مشيئتك. لا تسمح لي أن أتعجل، بل أن أسير بهدوء.

قوني كي أطيعك، حتى عندما يبدو كل شيء بطيئًا أو صعبًا. ذكرني أن النمو الروحي، كما هو الحال في النمو الطبيعي، يحتاج إلى وقت — وأن كل خطوة ثمينة عندما أثبت في طرقك.

يا إلهي الحبيب، أشكرك لأنك تعمل في داخلي بصبر وهدف. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كالمطر الذي ينبت الإيمان الحقيقي في قلبي. وصاياك درجات آمنة في رحلة النضج الروحي. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: كما تعزي الأم ابنها، هكذا أعزيكم أنا؛ وفي أورشليم تتعزون…

«كما تعزي الأم ابنها، هكذا أعزيكم أنا؛ وفي أورشليم تتعزون» (إشعياء ٦٦: ١٣).

هناك لحظات يكون فيها القلب مثقلاً بالألم لدرجة أننا لا نريد سوى أن نبوح، نشرح، نبكي… ولكن عندما يحيطنا الله بحضوره، يحدث شيء أعمق. كما ينسى الطفل ألمه عندما يُحتضن في ذراعي أمه، كذلك نحن ننسى سبب الضيق عندما يغمرنا عزاء الآب الحلو. ليس بالضرورة أن يغير الله الظروف — يكفي فقط أن يكون هناك، يملأ كل زاوية من كياننا بالحب والأمان.

في هذا المكان من الألفة، نتذكر أهمية اتباع طرق الله الرائعة. عندما نطيع صوته ونحفظ تعاليمه، نفتح المجال لكي يزورنا هو نفسه بالسلام. حضور الآب لا يختلط بالتمرد — ففي القلب المطيع يسكن، ويجلب الانتعاش وسط المعارك.

الطاعة تجلب لنا البركات، والتحرير، والخلاص. إذا كان قلبك اليوم قلقاً أو مجروحاً، اسرع إلى أحضان الآب. لا تتعلق بالمشكلة — دعْه يأخذ مكان الألم ويملأ روحك بحلاوة حضوره. -مقتبس من أ. ب. سمبسون. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: أيها الآب الحبيب، كم مرة أتيت إليك بقلب مليء بالأسئلة، فتجيبني فقط بمحبتك. لست بحاجة أن تشرح كل شيء — يكفي أن تكون معي، فأجد الراحة.

علمني أن أثق أكثر بحضورك من الحلول التي أنتظرها. لا تسمح لي أن أستبدل عزاءك بعجالة حل الأمور بطريقتي. حضورك يكفيني، ومحبتك تشفي.

يا رب الحبيب، أشكرك لأنك تغمرني بعزائك وتذكرني أنك كافٍ لي. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي الحضن الذي يضبط قلبي على مشيئتك. وصاياك رقيقة كلمسة أم تعزي. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: فتوبوا وارجعوا لكي تمحى خطاياكم، ولكي تأتي أوقات الفرج من عند…

«فتوبوا وارجعوا لكي تمحى خطاياكم، ولكي تأتي أوقات الفرج من عند الرب» (أعمال الرسل ٣:١٩).

الذاكرة هي هبة من الله — لكنها ستكون أيضاً شاهدة في اليوم العظيم. كثيرون يحاولون نسيان أخطاء الماضي، ودفن ما فعلوه من شر، كأن الزمن يملك القدرة على المحو. ولكن إن لم يكن دم ابن الله قد محا تلك الآثار، سيأتي وقت يقول فيه الله نفسه: “تذكّر”، وكل شيء سيعود في لحظة، مع الثقل والألم اللذين حاولنا تجاهلهما من قبل.

لن تكون هناك حاجة لأن يتهمنا أحد — فضميرنا نفسه سيتكلم بصوت عالٍ. والطريقة الوحيدة لنجد راحة حقيقية هي طاعة شريعة الله العجيبة والسماح له بأن يقودنا إلى المخلّص. ليست طاعة سطحية، بل تسليم حقيقي، يعترف بخطر الذنب وقيمة الغفران التي لا يقدر أن يمنحها إلا الابن. الآب لا يرسل المتمردين إلى الابن — بل يرسل الذين، وقد تأثروا بالحق، يقررون السير في طرقه السامية.

اليوم هو اليوم لننضبط مع وصايا الرب ولنهيئ قلوبنا لنقف أمامه بلا خوف، بنفس مطهّرة وسلام داخلي. ليكن تذكّرنا، في اليوم الموعود، ليس اتهاماً — بل شهادة على حياة طاعة وتغيير. -مقتبس من د. ل. مودي إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: إلهي، أنت تعلم كل طرقي. لا يخفى عليك شيء، وأعلم أن كل الأمور ستنكشف يوماً ما. علّمني أن أعيش بقلب نقي أمامك، دون أن أخدع نفسي بالأعذار أو النسيان.

ساعدني أن أقدّر كل فرصة أُعطيت لي للطاعة والسير في طريقك. ليُرشدني روحك لما يجب تصحيحه ويمنحني القوة لأستمر بثبات، بإخلاص ومهابة.

أيها الآب الأمين، أشكرك لأنك نبهتني إلى ثقل الذاكرة وقيمة الغفران. ابنك الحبيب هو أميري ومخلّصي الأبدي. شريعتك القوية هي المرآة التي تكشف لي الحقيقة عن نفسي. وصاياك هي الطريق الآمن لضمير مطمئن. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: وسيكون أن كل من يدعو باسم الرب يخلص

«وسيكون أن كل من يدعو باسم الرب يخلص» (يوئيل ٢:٣٢).

عندما تنكشف قداسة الله وعدله لضميرنا، نرى بوضوح الهوة التي حفرها الخطيئة في داخلنا. لا يمكن أن تنبت أي رجاء حقيقي من قلب فاسد، موسوم بعدم الإيمان الذي ورثناه من سقوط آدم. وفي لحظة المواجهة مع حالتنا الحقيقية هذه، نبدأ بالنظر خارج أنفسنا — بحثاً عن مخلّص، شخص يمكنه أن يفعل ما لا نستطيع فعله أبداً بقوتنا الذاتية.

وحينها، بالإيمان الحي، نرى حمل الله — الابن الذي أُرسل وسيطاً بين السماء والأرض. يصبح الدم المسفوك على الصليب حقيقة أمام أعيننا، وتتحول الكفارة التي صنعها من مجرد فكرة إلى رجائنا الوحيد. ولكن كلما فهمنا هذا الخلاص، ندرك أيضاً أن الطريق إليه يمر عبر إرضاء الآب — ذلك الآب نفسه الذي يقودنا إلى الابن عندما نختار أن نعيش بحسب الوصايا العجيبة التي أعلنها لنا.

الطاعة تجلب لنا البركات والتحرر والخلاص. وكما كانت الذبائح القديمة تتطلب الأمانة للشريعة قبل موت الحيوان البريء، كذلك اليوم يرسل الآب إلى الحمل أولئك الذين يسلكون في طرقه بإخلاص. فليكن قلبنا مستعداً للطاعة، لكي يقودنا هو إلى ينبوع الفداء. -مقتبس بتصرف عن جي. سي. فيلبوت. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا الله القدوس، عندما أنظر إلى داخلي، أرى كم أنا بحاجة إلى الخلاص. لا يكفي أي جهد ذاتي لأنتشل نفسي من الحالة الساقطة التي أعيشها. لذلك، أرفع عيني إليك، يا منبع كل ما هو طاهر وحق.

افتح عيني لأدرك قيمة ذبيحة ابنك وعلّمني أن أسلك في طرقك بأمانة. لا تسمح لي أن أقترب من يسوع بقلب متمرد، بل كمن يخضع لمشيئتك ويسعى لإرضائك في كل شيء.

أيها الرب الحبيب، أشكرك لأنك أظهرت لي أن لا خلاص إلا في ابنك. ابنك الحبيب هو أميري ومخلّصي الأبدي. شريعتك القوية هي الطريق الذي يهيئ نفسي للقائه. وصاياك هي كالسلالم التي تقودني إلى الفداء. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: ادعني فأستجيب لك وأخبرك بعظائم وعوائص لم تعرفها

«ادعني فأستجيب لك وأخبرك بعظائم وعوائص لم تعرفها» (إرميا ٣٣:٣).

عندما توجد حياة في داخلنا، فإنها دائمًا ما تظهر — حتى لو كانت في شكل تنهدات أو تأوهات أو صرخات صامتة. النفس التي لمسها الله الحي لا تستطيع أن ترضى ببرودة الخطية أو الجمود الروحي. إنها تصارع، تئن، وتبحث عن الهواء. وحتى عندما تخنقها الجسد وثقل الطبيعة القديمة، فإن الحياة التي جاءت من العُلى ترفض أن تبقى صامتة. تحاول أن تخرج، أن تنهض، أن تتحرر من ذلك الجسد الميت الذي يصر على خنقها.

هذا الصراع الداخلي هو علامة على أن شيئًا ثمينًا يسكن فينا. وفي هذه المعركة بالذات تتجلى أهمية طاعة وصايا الله السامية. إن الطاعة لناموسه القوي هي التي تقوي الحياة التي زرعها في قلوبنا. وبينما تحاول الطبيعة الجسدية أن تشدنا إلى الأرض، فإن وصايا الرب ترفعنا إلى فوق، وتذكرنا من نحن وإلى أين يجب أن نذهب.

الآب يبارك ويقود المطيعين إلى الابن لنيل الغفران والخلاص. لا تيأس أمام الصراعات الداخلية — إذا كانت هناك حياة، فهناك رجاء. استمر في البحث، في الدعاء، في الطاعة… والرب، الذي يرى في الخفاء، سيسمع ويعمل. هو بنفسه سيقوي الحياة التي زرعها فيك حتى تنتصر على كل ما يحاول خنقها. -بتصرف عن جي. سي. فيلبوت. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا رب الإله، أنت وحدك تعلم المعارك التي تدور بداخلي. أحيانًا أشعر كأنني أحاول أن أتنفس تحت ثقل هائل، لكنني مع ذلك أستمر في الدعاء، لأنني أعلم أن هناك حياة في داخلي، وهذه الحياة منك.

امنحني القوة لأحارب كل ما يحاول أن يشدني إلى ما هو أرضي وبارد وفارغ. أحيِ في داخلي الرغبة في طاعتك، حتى عندما تبدو قواي ضعيفة. لا تسمح لي أن أعتاد على صمت النفس، بل أن أستمر في طلبك بإخلاص.

أيها الآب الحبيب، أشكرك لأنك أشعلت في داخلي شرارة الحياة الحقيقية. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. ناموسك القوي هو نسمة الحياة التي تنعش روحي المنكسرة. وصاياك هي حبال من نور ترفعني من الظلمة. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: لا تدع كلمات هذا سفر الشريعة تبرح فمك…

«لا تدع كلمات هذا سفر الشريعة تبرح فمك، بل تأمل فيها نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيها. حينئذ تصلح طريقك وتنجح» (يشوع ١:٨).

التأمل في كلمة الله يتجاوز بكثير تخصيص لحظة من اليوم للصلاة أو القراءة. التأمل الحقيقي يحدث أثناء عيشنا — عندما نسمح للحقائق الإلهية أن تشكل قراراتنا وردود أفعالنا ومواقفنا طوال الحياة اليومية. البار لا يتصرف بدافع الاندفاع، بل يستجيب للحياة بناءً على الحكمة التي تأتي من العلى، لأن أفكاره متوافقة مع ما أعلنه الرب بالفعل.

حتى عندما لا تقدم لنا الكتاب المقدس تعليمات مباشرة لبعض المواقف، فإن من يتغذى يومياً على حقائق الرب يستطيع أن يميز الطريق الصحيح الذي ينبغي أن يسلكه. يحدث هذا لأنه نقش وصايا الله العجيبة في قلبه، وهناك تثمر. الشريعة الإلهية ليست مجرد معرفة — بل تُعاش في كل خطوة، سواء في الروتين البسيط أو في اللحظات الصعبة.

الله لا يكشف خططه إلا للمطيعين. وعندما نسمح لوصايا الرب العظيمة أن تحكم اختياراتنا اليومية، نفتح المجال لأن نُقاد ونُقوّى ونُرسل إلى الابن. فليظل ذهننا اليوم وكل يوم متصلاً بكلمات الآب، ولتؤكد أعمالنا الإيمان الذي نعترف به. -مقتبس من جوزيف بلينكينسوب. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الأبدي، لتكن كلمتك حية في داخلي في كل تفصيل صغير من روتيني. علمني ألا أبحث عنك فقط في لحظات منفصلة، بل أن أتعلم أن أسمع صوتك طوال يومي، في كل خطوة أخطوها.

علمني أن أستجيب للحياة بحكمة، متذكراً دائماً ما قد قلته يا رب. اكتب تعاليمك في قلبي حتى لا أحيد عن طريقك، حتى عندما لا تكون هناك إجابات سهلة.

يا إلهي الحبيب، أشكرك لأنك علمتني أن التأمل في كلمتك هو أن أعيش معك في كل لحظة. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كنز يومي ينير أفكاري. وصاياك منارات تحفظني آمناً في كل قرار. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: “الرب راعيَّ، فلا يعوزني شيء. في مراعٍ خضراء يربضني، إلى مياه…

“الرب راعيَّ، فلا يعوزني شيء. في مراعٍ خضراء يربضني، إلى مياه الراحة يوردني” (مزمور 23: 1-2).

الله لا يخطئ أبداً في قيادتنا. حتى عندما يبدو الطريق صعباً والمنظر أمامنا مخيفاً، يعرف الراعي تماماً أين المراعي التي ستقوينا أكثر. أحياناً يقودنا إلى بيئات غير مريحة، حيث نواجه مقاومات أو تجارب. لكن في عينيه، تلك الأماكن هي حقول خصبة — وهناك، تُغذى إيماننا ويُشكَّلُ طبعنا.

الثقة الحقيقية لا تتطلب تفسيرات. دورنا ليس أن نفهم جميع الأسباب، بل أن نطيع توجيه الرب، حتى لو بدت المياه من حولنا مضطربة. شريعة الله العجيبة تُظهر لنا أنه عندما نسير بأمانة في الطريق الذي حدده لنا، يمكن حتى لأمواج الألم أن تصبح ينابيع للراحة. الأمان يكمن في الاتباع — بقلب ثابت — للطرق التي كشفها لنا خالقنا.

الطاعة تجلب لنا البركات، والتحرير، والخلاص. الله يعلم ما تحتاجه كل نفس، وهو يقود بالكمال الذين يختارون الاستماع إلى صوته. إذا كنت ترغب في النمو، والتقوي، وأن تُرسَل إلى الابن، اقبل المكان الذي وضعك فيه الآب اليوم — وسر بثقة، متغذياً بتعاليم الرب الأبدية. -مقتبس من هانا ويتال سميث. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الأمين، حتى عندما لا أفهم الطريق، أختار أن أثق بك. أنت الراعي الذي يعرف كل خطوة قبل أن أخطوها، وأعلم أن لا شيء يقودني إليه إلا وله غرض من المحبة. قُدني لأثق أكثر، حتى في وجه الصعوبات.

علمني أن أستلقي بجانب المياه التي اخترتها لي، سواء كانت هادئة أو مضطربة. اجعلني أرى بعينيك وأتعلم أن أستقبل كل ما أعددته لنموي. لا تدعني أشك في توجيهك أبداً، بل دعني أتابع بطاعة وامتنان.

يا الله الحبيب، أشكرك لأنك الراعي الكامل الذي يقودني حتى في وديان الظلام. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي مرعى أخضر يغذي نفسي. وصاياك هي مياه حية تطهرني وتقويني. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: الذين يعرفون اسمك يثقون بك، لأنك، يا رب، لا تترك الذين…

«الذين يعرفون اسمك يثقون بك، لأنك، يا رب، لا تترك الذين يطلبونك أبداً» (مزمور 9:10).

إن اضطراب العالم من حولنا يحاول باستمرار أن يسرق انتباهنا ويبعدنا عما هو مهم حقاً. لكن هناك دعوة إلهية لندخل أبواب قلوبنا ونبقى هناك. ففي هذا المكان الحميمي والهادئ نستطيع أن نسمع بوضوح التوجيه العذب من الله لحياتنا. عندما نتوقف عن البحث عن الإجابات في الخارج ونبدأ في البحث داخلنا، بقيادة حضور الرب، ندرك أنه كان دائماً لديه شيء ليظهره لنا — طريقاً، اختياراً، تسليماً.

وعندما يرينا الطريق، يكون علينا أن نخطو الخطوات الصحيحة. هناك جمال وقوة في اتباع إرشادات خالقنا — الإرشادات التي كشفها بالفعل في وصاياه العظيمة. عندما نحتضن إرادته في حياتنا اليومية، نبرهن أن قلوبنا متجهة نحو الأمور السماوية. فالأمر لا يتعلق بالسعي وراء تجارب عاطفية، بل بعيش حياة قائمة على الطاعة التي تغير وتدعم وتكرم الذي خلقنا.

إن الله لا يكشف خططه إلا للمطيعين. في كل يوم جديد، لدينا فرصة أن نُقاد بأمان وهدف من قبله. إذا أردنا الوصول إلى يسوع وننال كل ما أعده الآب لنا، يجب أن نسير بصدق أمام كلمته. الآب يبارك ويرسل المطيعين إلى الابن للمغفرة والخلاص. اختر الطاعة، واستعد لرؤية وعود الرب تتحقق. -مقتبس من جون تاولر. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الحبيب، ساعدني أن أسكت الأصوات الخارجية التي تحاول أن تربك خطواتي. خذني إلى مكان سلام داخلي حيث أستطيع أن أسمع صوتك بوضوح وأجد الأمان في خططك. لتتعلم نفسي أن تستريح فيك.

امنحني التمييز لأتعرف على إرادتك في كل قرار صغير في يومي. علمني أن أقدّر الطرق التي رسمتها منذ البدء، لأني أعلم أن فيها الخير الحقيقي لحياتي. لا تدعني أسير بدافع الاندفاع، بل بثبات ووقار.

يا رب الحبيب، أشكرك لأنك أريتني أن سر السلام يكمن في سماع صوتك واتباعه. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كنهر من الحكمة يروي قلبي. وصاياك مسارات آمنة تقود نفسي إلى الحياة. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.