كل مقالات Devotional

شريعة الله: تأملات يومية: قولوا للذين هم منكسرو القلوب: كونوا أقوياء، لا…

«قولوا للذين هم منكسرو القلوب: كونوا أقوياء، لا تخافوا! إلهكم سيأتي» (إشعياء ٣٥:٤).

كم مرة حملنا صلبانًا لم يعطنا الله إياها قط؟ القلق بشأن المستقبل، الخوف مما قد يحدث، الاضطراب الذي يسلب النوم — كل هذا لا يأتي من الله. عندما نحاول استباق الأحداث والسيطرة على ما سيأتي، فإننا نقول، حتى وإن لم يكن بالكلمات، إننا لا نثق تمامًا بعناية الرب. كأننا نقول: «يا الله، دعني أعتني بهذا بنفسي.» لكن المستقبل ليس ملكًا لنا. وحتى إن أتى، فقد يكون مختلفًا تمامًا عما تخيلناه. محاولتنا للسيطرة عديمة الجدوى، وغالبًا ما يكون جذر هذا القلق هو عدم التسليم الحقيقي.

لكن هناك طريق للراحة — وهو متاح. هذا الطريق هو الطاعة لشريعة الله القوية. عندما نقرر أن نبذل كل جهدنا لإرضاء الرب، مطيعين من القلب وصاياه العجيبة، يحدث تغيير في داخلنا. يظهر حضور الله بقوة، ومعه يأتي سلام لا يمكن تفسيره. سلام لا يعتمد على الظروف، وطمأنينة تذيب الهموم كما تبدد الشمس ضباب الصباح. هذه هي مكافأة من يعيش بأمانة أمام الخالق.

النفس التي تختار الطاعة لم تعد بحاجة للعيش في توتر. فهي تعلم أن الإله الذي تخدمه هو المتحكم في كل الأمور. طاعة شريعة الله المقدسة والأبدية لا ترضي الرب فحسب، بل تضعنا أيضًا في تيار سلامه ورعايته. إنها دورة مباركة: الطاعة تجلب الحضور، وحضور الله يطرد الخوف. لماذا نستمر في حمل عبء الغد، إذا كان بإمكانك اليوم أن تستريح في أمانة الله الذي يكرم من يطيعه؟ -مقتبس من ف. فينيلون. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا أبا الرحمة، كم مرة حاولت أن أتحكم فيما لا يخصني إلا أنت؟ اغفر لي ليالي السهر، والقرارات المبنية على الخوف، والأفكار القلقة التي سرقت السلام الذي تريد أن تمنحني إياه. اليوم أختار أن أضع هذا الحمل جانبًا. لا أريد أن أعيش بعد الآن محاولًا التنبؤ أو السيطرة على المستقبل. أريد أن أستريح في رعايتك.

يا رب، أدرك الآن أن القلق جذره في العصيان. عندما أبتعد عن وصاياك العجيبة، أنفصل عن حضورك، وبهذا أفقد السلام. لكنني أختار أن أعود. أريد أن أعيش بطريقة ترضيك، مطيعًا من كل قلبي لشريعتك القوية. فلتكن نفسي راسخة في كلمتك، ثابتة، مطمئنة ومحفوظة.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنه لا ظل فيك ولا تغير ولا اضطراب. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كدرع من نور يحيط بالمطيع، يبعد الخوف ويقيم السلام. وصاياك كحبال من ذهب تربطنا بقلبك، تقودنا إلى الحرية والراحة الحقيقية. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: حتى وإن كنت في الظلمة، سيكون الرب نوري…

«حتى وإن كنت في الظلمة، سيكون الرب نوري» (ميخا ٧:٨).

كلنا، في مرحلة ما، نحتاج أن نتعلم كيف نخرج من مركز الأمور وندع الله يتولى القيادة. الحقيقة أننا لم نُخلق لنحمل ثقل العالم على أكتافنا. عندما نحاول حل كل شيء بقوتنا الذاتية، ننتهي محبطين، مرهقين وحائرين. التسليم الحقيقي يبدأ عندما نتوقف عن محاولة فهم كل شيء ونثق ببساطة. هذا التخلي عن الإرادة الذاتية — هذا التسليم الكامل — هو الطريق الذي يقودنا إلى السلام الحقيقي والاتحاد مع الله.

جزء كبير من القلق الداخلي الذي نشعر به يأتي من سبب واضح: النفس لم تقرر بعد أن تطيع شريعة الله القوية طاعة كاملة. طالما هناك تردد، وطالما نطيع وصايا الخالق العجيبة طاعة جزئية فقط، سيبقى القلب منقسماً وستسود حالة عدم الأمان. الطاعة الجزئية تولّد عدم اليقين، لأننا في أعماقنا نعلم أننا نقترب من الله بشكل سطحي فقط. ولكن عندما نتخلى عن القلق بشأن رأي الآخرين ونختار الطاعة الكاملة، يقترب الله منا بقوة. ومع هذا الاقتراب تأتي الشجاعة والراحة والبركات والخلاص.

إذا كنت ترغب في اختبار السلام الحقيقي، والتحرر الحقيقي، وأن تُقاد إلى الابن لنيل الغفران، فلا تؤجل بعد الآن. سلّم نفسك بالكامل. أطع بصدق وثبات شريعة الله المقدسة والأبدية. لا يوجد طريق أكثر أماناً، ولا يوجد مصدر أنقى للفرح والحماية. كلما كرّست نفسك أكثر لاتباع وصايا الله المقدسة بأمانة، اقتربت أكثر من قلبه. وهذا القرب يغيّر كل شيء: يبدّل مسار الحياة، يقوي النفس ويقود إلى الحياة الأبدية. -مقتبس من جيمس هينتون. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الأبدي، أعترف أنني كثيراً ما حاولت حل كل شيء وحدي، معتمداً على قوتي ومنطقي ومشاعري. لكنني الآن أفهم أن الراحة الحقيقية لا توجد إلا عندما أسلم نفسي لك بالكامل. علمني أن أسلمك كل جزء من حياتي، بلا تحفظ، بلا خوف، بلا محاولات للسيطرة.

يا رب، أندم لأني لم أطع شريعتك القوية طاعة كاملة. أعلم أن الطاعة الجزئية منعتني من أن أعيش ملء حضورك. اليوم أسجد أمامك وأختار أن أطيعك في كل شيء. لا أريد أن أعيش إيماناً ناقصاً بعد الآن. أريد أن أتبع جميع وصاياك العجيبة بفرح وغيرة. ليكن حياتي علامة على الأمانة لما أسسته منذ البدء.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك عادل مع الأمناء وصبور مع التائبين بصدق. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كنهر من القداسة يغسل النفس ويمنح الحياة لمن يطيعك. وصاياك كأعمدة من النور تسند طريق الحق وتحفظ أقدام الذين يحبونك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: حتى إذا سرت في وادي ظل الموت،…

«حتى إذا سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي؛ عصاك وعكازك هما يعزيانني» (مزمور 23:4).

النفس المطيعة لا تعتمد على الظروف لكي تشعر بالأمان — بل تعتمد على الرب. عندما يبدو كل شيء من حولها غير مؤكد، تظل ثابتة لأنها حولت كل موقف، سواء كان جيدًا أو سيئًا، إلى فرصة لترتمي في أحضان الله. الإيمان والثقة والتسليم ليست مجرد مفاهيم لهذه النفس، بل هي مواقف يومية. وهذا ما يجلب الاستقرار الحقيقي: أن تعيش لإرضاء الله مهما كان الثمن. عندما يكون هذا التسليم حقيقيًا، لا توجد أزمة قادرة على زعزعة القلب الذي يستريح في مشيئة الآب.

هذه النفس، المكرسة والمركزة، لا تضيع وقتها في الملهيات أو الأعذار. إنها تعيش بهدف واضح هو أن تنتمي بالكامل إلى الخالق. ولهذا، كل شيء يعمل لصالحها. النور يقودها إلى التسبيح؛ والظلام يقودها إلى الثقة. الألم لا يشلها؛ بل يدفعها للأمام. الفرح لا يخدعها؛ بل يوجهها للشكر. لماذا؟ لأنها أدركت أن كل شيء — كل شيء على الإطلاق — يمكن أن يستخدمه الله ليقربها منه، طالما استمرت في طاعته لشريعته القوية.

إذا كان القرب من الخالق هو ما ترغب فيه، فالإجابة أمامك: أطع. ليس غدًا. ليس عندما تصبح الأمور أسهل. أطع الآن. كلما كنت أكثر أمانة لوصايا الرب، كلما اختبرت مزيدًا من السلام والحماية والإرشاد. هذه هي شريعة الله — تشفي، وتحفظ، وتقود إلى الخلاص. لا يوجد سبب للتأجيل. ابدأ اليوم وجرب ثمرة الطاعة: التحرير، والبركة، والحياة الأبدية في المسيح يسوع. -مقتبس من ويليام لو. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا أبتي، أشكرك لأن أمان نفسي لا يعتمد على ما يحدث حولي، بل على طاعتي لمشيئتك. أنت ملجئي في أوقات النور ومعيني في أوقات الظلمة. علمني أن أحول كل لحظة من حياتي إلى فرصة جديدة لأرتمي بين يديك بإيمان وثقة.

يا رب، أرغب أن أنتمي إليك بالكامل. لا تسمح لشيء في هذا العالم أن يشتتني عن حضورك، وليكن إخلاصي لشريعتك ثابتًا حتى في الأيام الصعبة. امنحني قلبًا حازمًا يرى في وصاياك الطريق الأكثر أمانًا. لا تدعني أؤجل هذا التسليم بعد الآن. دعني أختار الطاعة بفرح وثبات.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك مرسى النفوس الأمينة. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كسور لا يتزعزع يحمي القلب المطيع لك. وصاياك أنهار سلام تجري نحو الحياة الأبدية. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: عرّفني طرقك يا رب؛ علّمني سبلك…

«عرّفني طرقك يا رب؛ علّمني سبلك» (مزمور 25: 4).

لا يوجد شيء أنقى أو أعمق من همسات صوت الله الأولى إلى قلوبنا. ففي تلك اللحظات يكون الواجب واضحًا — بلا ارتباك، بلا ظل للشك. لكننا كثيرًا ما نعقّد ما هو بسيط. نسمح للمشاعر أو المخاوف أو الرغبات الشخصية أن تتدخل، فنفقد وضوح التوجيه الإلهي. نبدأ بـ”التفكير”، و”التأمل”، و”الانتظار قليلاً بعد”… بينما في الحقيقة نحن فقط نبحث عن عذر لعدم الطاعة. فالتأخير في الطاعة هو عمليًا عصيان مقنّع.

لم يتركنا الله في الظلام. فمنذ عدن، أوضح ما ينتظره من مخلوقاته: الأمانة، والطاعة، والقداسة. شريعته القوية هي دليل السعادة الحقيقية. لكن القلب المتمرد يحاول الجدال، ويحاول ليّ الكتاب المقدس، ويحاول تبرير الخطأ — ويضيع الوقت. الله لا يُخدع. هو يرى القلب. يعرف الأعماق. ولا يبارك من يرفض الطاعة. البركة على من يخضعون، على من يقولون: «ليس إرادتي بل إرادتك يا رب».

إذا كنت تريد السلام، وترغب في الاستعادة وإيجاد هدف حقيقي، فهناك طريق واحد فقط: الطاعة. لا تنتظر حتى تشعر أنك مستعد، ولا تنتظر أن تفهم كل شيء — فقط ابدأ. ابدأ بالطاعة، وابدأ باتباع وصايا الخالق بقلب صادق. سيرى الله هذا الاستعداد وسيأتي إليك. سيخفف آلامك، ويحوّل قلبك، ويرسلك إلى ابنه الحبيب للمغفرة والخلاص. لقد انتهى وقت التردد. وقت الطاعة هو الآن. -مقتبس من فريدريك ويليام روبرتسون. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: أيها الآب الأبدي، أشكرك لأنك لا تزال تتكلم إلى قلوب الذين يطلبونك بإخلاص. صوتك واضح لمن يرغبون في الطاعة. لا أريد أن أبرر أو أؤجل ما قد أظهرته لي بعد الآن. امنحني قلبًا متواضعًا يستجيب بسرعة لتوجيهك. علّمني أن أطيع بينما لا يزال النداء جديدًا، قبل أن تتدخل مشاعري في حقيقتك.

يا رب، أعترف أنني كثيرًا ما كنت غير صادق مع نفسي، محاولًا تبرير عصياني بالأعذار. لكنني اليوم أقف أمامك بقلب منسحق. أريد أن أترك إرادتي وكبريائي، وأسلك في طرقك بمهابة ومحبة. قُدني في شريعتك، وقوّني لأتمم كل ما أمرت به، وطهّرني بحقك.

يا الله القدوس العلي، أعبدك وأسبّحك لأنك عادل وقدوس وثابت لا تتغير. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كمنارة مضيئة في الظلام، تهدي الأمناء إلى طرق الحياة. وصاياك كحجارة راسخة تحت الأقدام، تدعم من يثقون بك وتكشف طريق السلام الحقيقي. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: الله الأبدي هو ملجؤك، وذراعاه الأبديتان تسندانك…

«الله الأبدي هو ملجؤك، وذراعاه الأبديتان تسندانك» (تثنية ٣٣:٢٧).

هناك لحظات يكون فيها كل ما نحتاجه هو الراحة — راحة تتجاوز الجسد وتصل إلى النفس. وفي هذا المكان بالذات تحتضننا ذراعا الله الأبديتان. لا توجد صورة أبلغ عن العناية الإلهية من هذه: ذراعان لا تتعبان أبدًا، لا تتخليان أبدًا، ولا تتركان أبدًا. حتى عندما نواجه ثقل المعارك والشكوك، فهو يعضد بلطف أولئك الذين اختاروا الطاعة. ذراعا الرب هما ملجأ وقوة وحياة — لكن فقط للذين يعيشون بحسب مشيئته.

وعد الراحة والعناية ليس للجميع — بل للأمناء. الله يعلن ذاته ويصب نعمته على الذين يحفظون وصاياه. شريعته القوية هي الأرض الخصبة التي تسكن فيها صلاحه، وخارجها لا يبقى سوى الحزن. عندما تقرر أن تعيش بحسب هذه الشريعة، حتى وسط الصعوبات، فإنك تظهر أنك تعتمد عليه وحده — وهذا يفرح قلب الآب بشدة. الطاعة هي اللغة التي يفهمها؛ وهي العهد الذي يكرمه.

لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها بالإرهاق أو الضياع، تذكّر: هناك ذراعان أبديتان ممدودتان للأمناء. هاتان الذراعان لا تقدمان العزاء فقط، بل تمنحان القوة للاستمرار. الله لا يعضد المتمرد — بل يعضد المطيع. هو يهدي ويقوي الذين يسرّون بشريعته. أطع، وثق، وسترى — السلام الذي يأتي من الرب حقيقي، والراحة عميقة، والمحبة التي يسكبها على خاصته أبدية ولا تُقهَر. -مقتبس من أديلين د. ت. ويتني. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الحبيب، ما أثمن أن أعلم أن ذراعيك الأبديتين تسندان الذين يطيعونك. في الأيام الصعبة، وفي ليالي الصمت، رعايتك هي التي تحفظني وأمانتك هي التي تجددني. أشكرك لأنك تحتويني بحضورك، ولأنك تظهر أن الذين يحفظون وصاياك لن يكونوا وحدهم أبدًا. علمني أن أستريح فيك، بقلب ثابت في الطاعة.

يا رب، جدد في داخلي المخافة المقدسة التي تقود إلى الأمانة. انزع مني كل كبرياء وكل رغبة في اتباع طرقي الخاصة. أنا أختار أن أرضيك. أريد أن أسلك بالاستقامة، لأني أعلم أن هناك تتجلى بركتك. ليكن حياتي شهادة حية أن اتباع شريعتك هو الطريق الوحيد للسلام الحقيقي والخلاص الحقيقي.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك ملجأ للأبرار ونار آكلة للمتمردين. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كسور من العدل يحمي الذين يخافونك ويرفض الذين يحتقرونك. وصاياك كالنجوم الثابتة في السماء: راسخة، لا تتغير، ومملوءة بالمجد. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: صلِّ لكي يرينا الرب إلهك ما ينبغي أن نفعله وإلى أين ينبغي أن…

«صلِّ لكي يرينا الرب إلهك ما ينبغي أن نفعله وإلى أين ينبغي أن نذهب» (إرميا ٤٢: ٣).

السعادة ليست شيئًا يُنال بالجهد البشري أو يُفرض على الآخرين بنصائح فارغة. إنها نتيجة طبيعية لاختيارات صائبة — اختيارات قد لا ترضي اللحظة، لكنها تكرم الله. قد يغري اللذة العابرة، لكنها دائمًا ما تطالب بثمن باهظ في النهاية. أما الطاعة، رغم أنها تتطلب تضحيات، فهي تجلب السلام والمعنى، وقبل كل شيء، رضا الله. عندما نختار أن نتبع صوت الله بدلًا من أهوائنا، نخطو خطوة نحو سعادة حقيقية، دائمة وأبدية.

وهنا تأتي معادلة الله: الطاعة لشريعته القوية. قد يبدو ذلك قديماً للبعض، لكنه سر السعادة الحقيقية. الله لا يطلب منا شيئًا مستحيلاً. وصاياه ليست عبئًا، بل حماية. إنها مسارات آمنة للنفوس الصادقة. ما ينتظره منا هو فقط الخطوة الأولى — قرار الطاعة. وعندما تُؤخذ هذه الخطوة بإيمان وإخلاص، يتدخل الله. يقوّي، ويشجع، ويدعم. الله لا يترك أبدًا من يختار طريق الطاعة.

وماذا عن نهاية هذه الرحلة؟ إنها مجيدة. الآب يرافقنا، يباركنا، يفتح الأبواب، يشفي الجراح، يغيّر تاريخنا ويقودنا إلى أعظم عطية: يسوع، مخلصنا. لا شيء يُقارن بفرح العيش في عهد مع الله، مطبقين وصاياه بفرح وثقة. المعادلة في متناول أيدينا — وهي فعّالة. أطع، وسترى. -مقتبس من جورج إليوت. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا أبتي، أشكرك لأنك لم تُخفِ عنا طريق السعادة الحقيقية. أعلم أن العالم يقدم طرقًا مختصرة تبدو جيدة، لكن كلمتك وحدها آمنة. اليوم، أتنازل عن اللذة المؤقتة التي تبعدني عنك وأختار أن أطيعك، لأني أؤمن أن مشيئتك هي الأفضل دائمًا. علمني أن أثق في معادلتك، حتى عندما يتردد قلبي.

يا رب، أعترف أنني بحاجة إلى عونك. أحيانًا تتغلب رغبات الجسد، لكنني لا أريد أن أعيش عبدًا لها. أريد أن أكون حرًا — حرًا لأطيعك، حرًا لأرضيك، حرًا لأعيش في شركة معك. ازرع في قلبي ثباتًا، ليحبك أكثر من رغباته الخاصة. ولتجعل هذه الطاعة تقرّبني أكثر من خطتك وحضورك.

يا الله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك كشفت لنا طريقًا واضحًا للسعادة الحقيقية. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كعطر سماوي يطهر النفس ويملأ الحياة بالمعنى. وصاياك كأشعة الشمس تدفئ القلب وتنير كل خطوة في وسط الظلام. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: جميع طرق الرب رحمة وحق…

«جميع طرق الرب رحمة وحق لحافظي عهده وشهاداته» (مزامير ٢٥:١٠).

إذا وضعنا الله في مكان معين، مع تحديات معينة، فذلك لأنّه يريد أن يتمجّد هناك من خلال حياتنا. لا شيء يحدث بالصدفة. كثيراً ما نرغب في الهروب أو تغيير المشهد أو انتظار حلّ كل شيء ثم نطيع. لكن الله يدعونا إلى الطاعة الآن، بالضبط حيث نحن. مكان الألم، الإحباط، والصراع — هناك هو المذبح الذي يمكننا أن نقدّم عليه أمانتنا له. وعندما نختار الطاعة وسط الشدائد، هناك يظهر ملكوت الله بقوة.

هناك أشخاص يعيشون في إحباط دائم، أسرى دوائر المعاناة، يظنون أن كل شيء قد ضاع. لكن الحقيقة بسيطة ومغيّرة للحياة: ما ينقصهم ليس القوة أو المال أو التقدير. ما ينقصهم هو الطاعة. الطاعة لشريعة الله القوية — هذا هو سر الرجال والنساء الذين صنعوا التاريخ في الكتاب المقدس. لم يكن غياب الصراعات، بل حضور الأمانة. عندما نطيع، يعمل الله. عندما نطيع، يغيّر مجرى حياتنا.

يمكنك أن تختبر هذا التغيير اليوم. ليس ضرورياً أن تفهم كل شيء أو أن يكون كل شيء محلولاً. يكفي أن تقرّر في قلبك أن تطيع وصايا الرب. كما حدث مع إبراهيم، وموسى، وداود، ويوحنا المعمدان، ومريم، سيبدأ الله بالعمل في حياتك. سيحررك، ويباركك، وقبل كل شيء، سيرسلك إلى يسوع للمغفرة والخلاص. الطاعة هي الطريق. -مقتبس من جون هاميلتون ثوم. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أعترف أنني لا أفهم دائماً طرقك، لكنني أثق أن لكل شيء غاية. أعلم أن المكان الذي أنا فيه اليوم ليس صدفة. لذلك أطلب منك أن تعينني لأكون أميناً ومطيعاً حتى في الظروف الصعبة. لا تدعني أضيّع الفرص التي تمنحني إياها لأُظهر ملكوتك من خلال حياتي.

يا أبانا الحبيب، أزل عني كل إحباط وكل عمى روحي. امنحني قلباً مطيعاً، مستعداً لتنفيذ مشيئتك حتى عندما يكون الأمر صعباً. لا أريد أن أستمر في الدوران في حلقات مفرغة أو أعيش في الجمود. أريد أن أعيش قصدك وأختبر التغيير الذي لا تصنعه إلا كلمتك.

يا الله القدوس، أعبدك وأسبّحك لأنك أب حكيم ورحيم. حتى عندما لا أفهم، أنت تعمل لأجلي. ابنك الحبيب هو أميري ومخلّصي الأبدي. شريعتك القوية كنهر من العدل يطهّر ويقوّي ويقود إلى الحياة. وصاياك مسالك نور في عالم من الظلمة، ومرشدات كاملة لمن يرغب أن يحيا فيك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: يصرخ الأبرار، فيسمعهم الرب وينقذهم من جميع ضيقاتهم…

«يصرخ الأبرار، فيسمعهم الرب وينقذهم من جميع ضيقاتهم.» (مزمور ٣٤: ١٧).

في خضم روتين الحياة المتسارع، من السهل إهمال ما هو حقاً مهم: شركتنا مع الله. لكن لا تخدع نفسك، أيها الأخ أو الأخت العزيزة — فلا توجد قداسة بدون وقت نوعي مع الرب. هذه الشركة اليومية ليست رفاهية للروحانيين الفائقين، بل هي ضرورة لنا جميعاً. فيها نجد القوة للاستمرار، والحكمة لاتخاذ القرار، والسلام للاحتمال. وكل هذا يبدأ باختيار واحد: الطاعة. قبل أن نبحث عن كلمات جميلة في الصلاة أو عن تعزية في التأمل، يجب أن نكون مستعدين لطاعة ما أعلنه الله لنا بالفعل.

لا فائدة من محاولة تخطي المراحل. الطاعة لوصايا الرب ليست زينة للإيمان — بل هي الأساس نفسه. كثيرون يظنون أنهم يستطيعون أن يتعاملوا مع الله بطريقتهم الخاصة، متجاهلين تعليماته، وكأنه أب متساهل يقبل كل شيء. لكن الكلمة واضحة: الله يعلن ذاته للذين يطيعونه. عندما نظهر، من خلال أفعال ملموسة، أننا نأخذ مشيئته على محمل الجد، يستجيب هو. لا يتجاهل القلوب المطيعة. بل على العكس، يتدخل بسرعة ليشفينا ويغيرنا ويقودنا إلى يسوع.

إذا كنت ترغب في حياة متغيرة، فعليك أن تبدأ بالطاعة. أعلم أن الأمر ليس سهلاً. أحياناً يعني التخلي عن شيء نحبه أو مواجهة انتقاد الآخرين. لكن لا توجد مكافأة أعظم من أن نشعر بقرب الله، وهو يعمل بقوة في حياتنا. هو لا يعلن ذاته في وسط التمرد، بل في التسليم الصادق. عندما نختار الطاعة، حتى دون أن نفهم كل شيء، يتحرك السماء. وهنا يبدأ حقاً مسار التقديس — مع أعمال الأمانة التي تلمس قلب الآب. -مقتبس من هنري إدوارد مانينغ. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: أيها الآب الحبيب، في هذا العالم المليء بالمشتتات والضغوطات، أعترف أنني بحاجة للعودة إلى المركز: إلى حضرتك. ساعدني أن أجعل الطاعة الخطوة الأولى في رحلتي اليومية. لا تدعني أنخدع بأشكال فارغة من التدين، بل ليكن قلبي دائماً مستعداً لاتباع وصاياك بإخلاص. علمني أن أُعطي الأولوية للوقت معك، وألا أساوم على مشيئتك من أجل أي شيء في هذا العالم.

يا رب، قوِّني لأعيش بأمانة، حتى وإن كان ذلك يعني السباحة عكس التيار. أعلم أنك تسرّ بمن يطيعونك من القلب، وهذا ما أريده: أن أكون شخصاً يفرح قلبك بأفعاله، لا بكلماته فقط. شكّلني، غيّرني، أنقذني من كل عناد روحي، واقُدني إلى الشركة الحقيقية معك، تلك التي تُنعش وتُجدد.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك أمين وعادل وصبور. حكمتك كاملة وطرقك أسمى من طرقي. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي كمنبع نور في وسط الظلام، تكشف طريق الحياة. وصاياك كالجواهر الثمينة، تزين النفس وتقود إلى السلام الحقيقي. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: الرب هو الذي يسير أمامك؛ هو يكون معك…

«الرب هو الذي يسير أمامك؛ هو يكون معك، لا يتركك ولا يهملك؛ فلا تخف ولا ترتعب» (تثنية ٣١:٨).

عندما تبدو الحياة ثقيلة للغاية، تذكّر: أنت لا تواجه شيئًا بمفردك. الله لا يترك خاصته أبدًا. حتى عندما لا تراه، يظل يده ثابتة، يقودك خلال الصعوبات. بدلًا من أن تغرق في الألم أو الخوف، اربط نفسك بالثقة بأنه هو المسيطر. ما يبدو اليوم لا يُحتمل، سيحوّله هو في الوقت المناسب إلى خير. إنه يعمل في الخفاء بكمال، وإيمانك هو ما سيبقيك ثابتًا حتى عندما يبدو أن كل شيء من حولك ينهار.

ولكن هل تساءلت يومًا ما هو بالضبط هذا العمل الذي يقوم به الله في حياتك؟ الجواب بسيط وثابت: الله يقودك لطاعة شريعته القوية. هذا هو العمل الذي يقوم به في كل من يحبونه حقًا. هو لا يجبر أحدًا، بل يجذب بمحبة كل من لديه قلب مستعد للسماع. ولهؤلاء يكشف شريعته العظيمة — شريعة تُغيّر، وتحرّر، وتحمي، وتبارك، وتقود إلى الخلاص. ومن خلال الطاعة يبدأ المخلوق في فهم هدفه.

وعندما يتم اتخاذ هذا القرار بالطاعة، يتغير كل شيء. يرسل الله هذه النفس الأمينة إلى ابنه، وأخيرًا تبدأ الحياة في اكتساب المعنى. يزول الفراغ، وتأتي الهداية، ويبدأ القلب في السير بسلام. لهذا السبب لا يوجد شيء أهم في هذه الحياة من سماع صوت الله واتباع كل وصية أعلنها عن طريق الأنبياء ويسوع. هذا هو الطريق الضيق، لكنه آمن. وفي نهايته، توجد الحياة الأبدية. -مقتبس من إسحاق بينينغتون. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، عندما تبدو الحياة ثقيلة وتتزعزع خطواتي، ساعدني أن أتذكر أنك معي. حتى عندما لا تراك عيناي، أريد أن أثق أن يدك تقودني بالمحبة والأمانة. لا تدع الألم أو الخوف يسيطران عليّ. قوِّ إيماني، لكي أبقى ثابتًا حتى وسط العواصف. أعلم أن لا شيء يفلت من سيطرتك، وأنك تستخدم كل صعوبة لتشكيل حياتي وقيادتي إلى مشيئتك.

اكشف لي، يا أبي، العمل الذي تقوم به في حياتي. أعلم أنه يبدأ بالطاعة لشريعتك المقدسة — هذه الشريعة القوية التي تغيّر، وتحرّر، وتحمي، وتخلّص. أريد أن يكون لي قلب طائع لصوتك، مستعد للسماع والرغبة في الطاعة. أبعد عني كل كبرياء وكل مقاومة، وامنحني فرح العيش بحسب وصاياك. أعلم أنني في هذا الطريق سأجد السلام والهدف والاتجاه الحقيقي.

قدني، يا رب، إلى ابنك الحبيب. لتقودني أمانتي لك إلى معرفة أعمق بالمخلّص، ذاك الذي يعطي الحياة معناً ويفتح أبواب الأبدية. لا تدعني أبتعد أبدًا عن هذا الطريق الضيق، بل اجعلني أتابعه بالمثابرة والمحبة والتسليم الكامل. باسم يسوع، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: ليصمت الجميع أمام الرب (زكريا 2:13).

«ليصمت الجميع أمام الرب» (زكريا 2:13).

نادراً ما يكون هناك صمت كامل في داخلنا. حتى في أكثر الأيام ارتباكاً، هناك دائماً همسة تأتي من العُلى — صوت الله، لطيف وثابت، يحاول أن يهدينا ويعزينا ويوجهنا. المشكلة ليست أن الله صامت، بل أن ضوضاء العالم وسرعته ومشتتاته تخنق تلك الهمسة الإلهية. نحن منشغلون جداً بمحاولة حل كل شيء بطريقتنا الخاصة لدرجة أننا ننسى أن نتوقف ونستمع ونستسلم. ولكن عندما يهدأ الفوضى، ونتراجع خطوة إلى الوراء — عندما نبطئ وندع القلب يهدأ — حينها فقط نستطيع أن نسمع ما كان الله يقوله لنا دائماً.

الله يرى ألمنا. هو يعرف كل دمعة وكل ضيق، ويسر بأن يمنحنا الراحة. لكن هناك شرط لا يمكن تجاهله: فهو لن يعمل بقوة لصالح أولئك الذين يصرون على عصيان ما أعلنه بوضوح تام. الوصايا التي أعطاها الرب من خلال أنبيائه ومن خلال يسوع في الأناجيل هي أبدية، مقدسة وغير قابلة للمساومة. تجاهلها هو السير نحو الظلمة، حتى وإن ظننا أننا على الطريق الصحيح. العصيان يبعدنا عن صوت الله ويعمق معاناتنا.

لكن طريق الطاعة يغير كل شيء. عندما نختار أن نكون أمناء — عندما نسمع صوت الرب ونتبعه بشجاعة — نفتح المجال له ليعمل بحرية في حياتنا. في تربة الأمانة الخصبة هذه، يزرع الله التحرير، ويصب البركات، ويكشف طريق الخلاص في المسيح. لا تخدع نفسك: لا يسمع صوت الله إلا من يطيع. ولا يتحرر إلا من يستسلم لمشيئته. ولا يخلص إلا من يسير في الطريق الضيق لطاعة شريعة العلي القدير. -بتصرف عن فريدريك ويليام فابر. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا رب، في وسط ضوضاء هذا العالم وارتباك أفكاري، علمني أن أسكت كل ما يمنعني من سماع صوتك. أعلم أنك لا تتوقف عن الكلام — فأنت ثابت، أمين، حاضر — لكنني كثيراً ما أضيع في المشتتات. ساعدني أن أبطئ، وأن أتوقف أمام حضورك، وأن أتعرف على همسة روحك اللطيفة التي ترشدني بمحبة. لا تدعني أهرب من صوتك، بل اجعلني أشتاق إليه أكثر من أي شيء آخر.

يا أبتي، أعترف أن مشيئتك قد أُعلنت بوضوح، من خلال الأنبياء وابنك الحبيب. وأعلم أنني لا أستطيع أن أطلب إرشاداً أو تعزية أو بركة إذا واصلت تجاهل وصاياك. لا تدعني أخدع نفسي، وأظن أنني أتبعك بينما أعصي شريعتك. امنحني قلباً متواضعاً، ثابتاً وأميناً — مستعداً للطاعة دون تحفظ، والسير في الطريق الضيق الذي يؤدي إلى الحياة.

اعمل بحريتك في داخلي، يا رب. ازرع في قلبي حقيقتك، واسقه بروحك، وأثمر فيه الأمانة والسلام والخلاص. ليكن حياتي تربة خصبة لعملك، ولتكن الطاعة نعمتي اليومية لمشيئتك. تكلّم، يا رب — أريد أن أسمعك، أريد أن أتبعك. باسم يسوع، آمين.