أرشيف التصنيف: Devotionals

شريعة الله: تأملات يومية: فسألوه: ماذا يجب أن نفعل لنقوم بالأعمال التي يطلبها الله…

«فسألوه: ماذا يجب أن نفعل لنقوم بالأعمال التي يطلبها الله؟» (يوحنا ٦:٢٨).

الله أب صالح. يضع كل شخص بالضبط حيث يريد أن يكون، ويعطي لكل واحد مهمة خاصة، وهي جزء من عمل الآب. هذا العمل، عندما يُنجز بتواضع وبساطة، يصبح ممتعًا وذا معنى. الرب لا يعطي مهام مستحيلة — بل يمنح دائمًا القوة الكافية والفهم اللازم لكي يتمم الإنسان ما قد عيّنه.

عندما يشعر أحدهم بالحيرة أو الإرهاق، غالبًا ما يكون السبب هو الابتعاد عما أمر به الله. الخطأ ليس فيما طلبه الآب، بل في كيفية تعامل الشخص معه. الله يريد من أبنائه أن يخدموه بفرح وسلام في القلب. والحقيقة أن لا أحد يستطيع أن يرضي الله حقًا إذا كان في تمرد أو تذمر دائم. الطاعة لمشيئة الله هي طريق الرضا الحقيقي.

لذلك، إذا رغبت النفس في إرضاء الآب وإيجاد الهدف، فعليها أن تطيع شريعة الله القوية بمحبة وتتبع وصاياه الجميلة. فبعيشة وفقًا لتعاليم الخالق، يكتسب العمل اليومي معنى، ويجد القلب الراحة، وتصبح الشركة مع العلي واقعية. السلام الذي يأتي من الله محفوظ للذين يسيرون في طرقه. -بتصرف عن جون رسكن. إلى الغد إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك لأنك أب صالح تعتني بي وتمنحني المهام بحسب مشيئتك. أنت تعلم ما هو الأفضل لي، ودائمًا تمنحني القوة والفهم لأتمم ما تنتظره مني.

اغفر لي عندما أتذمر أو أرتبك أو أبتعد عما أمرت به. علمني أن أنجز كل شيء بتواضع وفرح، متذكرًا أنني أعمل لأجلك. ولا تدعني أنسى أبدًا أن الطاعة لشريعتك والعمل بوصاياك هما الطريق الآمن لإرضائك والعيش بسلام.

يا الله القدوس، أعبدك وأسبحك على كل يوم من حياتي، وعلى كل مهمة تعهدها لي، وعلى كل تعليم يخرج من فمك. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي نور ينظم طريقي ويعطي معنى لوجودي. وصاياك كالبذور السماوية التي تزهر فرحًا وحقًا في داخلي. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: بمشيئته وَلَدَنَا بكلمة الحق، لكي نكون كأبكار من خليقته كلها…

«بمشيئته وَلَدَنَا بكلمة الحق، لكي نكون كأبكار من خليقته كلها» (يعقوب ١:١٨).

عندما يعيش الإنسان اللحظة الحاضرة بكل كمال، بقلب منفتح وخالٍ من الأنانية، يكون في أفضل وضع ممكن لسماع صوت الله. ففي هذه الحالة من الانتباه الصادق والتسليم، يتكلم الخالق. الرب دائم الاستعداد للتواصل مع الذين يقفون أمامه بتواضع وحساسية.

بدلاً من الضياع في الماضي أو القلق بشأن المستقبل، يجب أن تتموضع النفس بوضوح في الحاضر، منتبهة لما يريد الله أن يكشفه. ففي هذه اللحظة الحاضرة، يكشف الآب الخطوات التي تقرّب النفس إليه. أولئك الذين يسمعون ويطيعون شريعته القوية ينالون امتياز الدخول في شركة حميمة مع الخالق.

وفي هذه الألفة تُخفى أعمق البركات: سلام حقيقي، توجيه آمن، قوة للطاعة، وحماس للحياة. من يسلّم نفسه للحظة بإيمان وإخلاص يجد الله هناك — مستعدًا ليغيّر، ويقود، ويخلّص. الطريق إليه يبدأ بقلب مستعد للسماع. -بتصرف عن توماس كوغسويل أبهام. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك على هذه الفرصة لأعيش يومًا آخر أمامك. أنت إله حاضر، تتكلم مع الذين يطلبونك بصدق. علّمني أن أترك المشتتات وأعيش كل لحظة منتبهًا لما تريد أن تكشفه لي.

ساعدني أن أكون منفتحًا تمامًا على لمستك، وأفكاري ومشاعري متجهة نحو مشيئتك. لا أريد أن أعيش في الماضي، ولا أن أكون قلقًا بشأن المستقبل — أريد أن أجدك هنا، الآن، حيث أنت مستعد أن ترشدني وتباركني. المس قلبي وأرني الطريق الذي يقربني إليك أكثر.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك أب قريب جدًا، منتبه وسخي مع الذين يطلبونك. أنت لا تخفي طرقك عن الذين يسلمون أنفسهم بإخلاص. ابنك الحبيب هو أميري الأبدي ومخلصي. شريعتك القوية هي المنارة التي تضيء الحاضر وتقود إلى قلبك. وصاياك كأنها بوابات مقدسة تفتح لنا كنوز الشركة معك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: وعظمة قدرته الفائقة لنا نحن المؤمنين…

«وعظمة قدرته الفائقة لنا نحن المؤمنين، بحسب عمل شدة قوته» (أفسس ١:١٩).

إن الجذر المزروع في أفضل تربة، وفي مناخ مثالي، ويتلقى كل ما يمكن أن يقدمه الشمس والهواء والمطر، لا يضمن مع ذلك بلوغ الكمال. ومع ذلك، فإن النفس التي تطلب بصدق كل ما يريد الله أن يمنحه، هي في طريق أكثر يقيناً للنمو والامتلاء. الآب دائماً مستعد أن يسكب الحياة والسلام على الذين يطلبونه بإخلاص.

ليس هناك برعم يتجه نحو الشمس يملك يقين الاستجابة مثل النفس التي تتجه إلى الخالق. فالله، كونه مصدر كل خير، يتواصل بقوة ومحبة مع الذين يرغبون حقاً في المشاركة في حضوره. حيثما وُجد الشوق الصادق والطاعة الحية، هناك يظهر الله ذاته. إنه لا يتجاهل من يطلبه بإيمان وتواضع.

لذلك، الأهم من البيئة المحيطة هو اتجاه القلب. عندما تنحني النفس أمام إرادة الله وتقرر أن تتبع شريعته القوية، تنال حياة من العلاء. وصايا الرب هي طرق نور لكل من يثق به. الطاعة بإخلاص هي فتح الكيان لكل ما يريد الخالق أن يسكبه. -مقتبس من ويليام لو. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك لأنك قريب جداً ومستعد دائماً لاستقبالي. بينما أشياء كثيرة في الحياة غير مؤكدة، فإن أمانتك لا تفشل أبداً. إذا طلبتك بإخلاص، أعلم أنك ستأتي إليّ بمحبة وقوة.

أريد أن يرغب قلبي في حضورك أكثر من أي شيء في هذا العالم. علمني أن أمد نفسي إليك، كما تمتد النبتة نحو الشمس. امنحني روح الطاعة التي تحب طرقك وتثق في وصاياك. لا أريد أن أعيش على هامش مشيئتك.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك لا ترفض أبداً نفساً صادقة. أنت تتواصل مع الذين يحبونك ويطيعونك، وأنا أريد أن أعيش هكذا. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كالمطر الذي يتغلغل في التربة ويمنح حياة وفيرة. وصاياك كأشعة الشمس التي تدفئ وتهدي وتقوي طريق البار. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: أنتم أيضًا تُستَخدَمون كحجارة حيّة…

«أنتم أيضًا تُستَخدَمون كحجارة حيّة في بناء بيت روحي لتكونوا كهنوتًا مقدسًا» (١ بطرس ٢:٥).

إلى أي مكان يأخذ الله أرواحنا بعد أن نترك هذه الأجساد الضعيفة، سنكون هناك أيضًا داخل نفس الهيكل العظيم. هذا الهيكل لا يخص الأرض فقط — بل هو أعظم من عالمنا. إنه البيت المقدس الذي يشمل كل الأماكن التي يحل فيها الله. وكما أنه لا نهاية للكون الذي يملك فيه الله، فلا حدود أيضًا لهذا الهيكل الحي.

هذا الهيكل ليس مصنوعًا من حجارة، بل من أرواح تطيع الخالق. إنه مشروع أبدي، يُبنى خطوة بخطوة، حتى يعكس كل شيء من هو الله بشكل كامل. عندما تتعلم النفس الطاعة بإخلاص، فإنها تندمج في هذا البناء الروحي العظيم. وكلما ازدادت طاعتها، صارت تعبيرًا حيًا عن إرادة الرب.

لذلك، فالنفس التي ترغب في أن تكون جزءًا من هذا المخطط الأبدي يجب أن تخضع لشريعته القوية، وتتبع وصاياه بإيمان وإخلاص. هكذا ستصبح الخليقة في النهاية انعكاسًا نقيًا لمجده. -مقتبس بتصرف من فيليبس بروكس. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا رب الإله، أعلم أن جسدي ضعيف وزائل، لكن الروح التي أعطيتني إياها تنتمي إلى شيء أعظم بكثير. أشكرك لأنك أعددت مكانًا يتجاوز هذا العالم، حيث تملأ حضورك كل شيء، وحيث يعيش الذين يطيعونك في سلام وفرح. علمني أن أقدّر هذا الرجاء الأبدي.

أريد أن أكون جزءًا، أيها الآب، من هيكلك الحي — ليس فقط في المستقبل، بل هنا والآن أيضًا. امنحني قلبًا خاضعًا، يرغب في إرضائك فوق كل شيء. لتكن طاعتي صادقة وثابتة. شكّلني لأكون نافعًا في العمل الذي تبنيه.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبّحك لأنك ضممتني إلى هذا المخطط الأبدي، رغم أنني صغير وضعيف. لقد دعوتني إلى أمر يتجاوز الزمن، ويتجاوز العوالم، ويتجاوز نفسي. ابنك الحبيب هو أميري الأبدي ومخلّصي. شريعتك القوية هي أساس هذا الهيكل غير المنظور والمجيد. وصاياك أعمدة حيّة تدعم الحق وتعكس قداستك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: فلا تهتموا للغد، لأن الغد…

«فلا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره» (متى 6:34).

من كان لديه أسباب كثيرة للفرح ومع ذلك يختار التمسك بالحزن والانزعاج، فهو يستخف بعطايا الله. حتى عندما تقدم لنا الحياة بعض الصعوبات، هناك نعم لا تُحصى يمكننا أن نراها — نور هذا اليوم الجديد، نسمة الحياة، فرصة البدء من جديد. إذا أرسل الله إلينا أفراحًا، يجب أن نستقبلها بالشكر؛ وإذا سمح بالتجارب، علينا أن نواجهها بالصبر والثقة. في النهاية، اليوم فقط هو بين أيدينا. الأمس قد مضى، والغد لم يأتِ بعد. حمل مخاوف وآلام عدة أيام في فكر واحد هو عبء لا داعي له، لا يجلب إلا سلب سلام النفس.

لكن هناك أمر أكثر أهمية: إذا كنا نرغب أن يكون هذا اليوم مليئًا حقًا بالبركات، والتحرير، والسلام، والتوجيه من العُلى، فعلينا أن نسير بحسب شريعة الله القوية. النفس التي تطلب رضا الرب يجب أن تترك الخطيئة وتجتهد في طاعة وصايا الخالق العجيبة، تلك التي أعطاها لشعبه بمحبة وحكمة. هذه الطاعة الصادقة هي التي تُظهر للآب أننا نرغب في حضوره والخلاص الذي يقدمه. وعندما يرى الآب هذا الشوق الحقيقي في قلب الإنسان، يرسله إلى ابنه يسوع، ليحصل على الغفران، والتغيير، والحياة الأبدية.

فلا تضيّع يومًا آخر في التذمر أو الشعور بالذنب أو الخوف من المستقبل. سلّم نفسك اليوم لمشيئة الله، وسر في طرقه بأمانة، ودعه يملأ حياتك بالمعنى. السماء مستعدة لأن تفيض بالبركات على الذين يسيرون بحسب إرادته. اختر الطاعة، وسترى قوة الرب تعمل — تُحرر، وتُشفي، وتقودك إلى يسوع. -مقتبس من جيريمي تايلور. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك على هذا اليوم الجديد الذي وضعتَه أمامي. حتى في وسط الصعوبات، أعترف أن لدي أسبابًا كثيرة للفرح. نجني، يا أبتي، من إضاعة هذا اليوم بالتذمر أو بحمل هموم لا تخصني. علمني أن أعيش الحاضر بشكر، وأن أستريح في أمانتك، وأثق أن كل ما تسمح به له هدف أعظم.

امنحني، يا رب، قلبًا مطيعًا ومستعدًا أن يسلك في طرقك بإخلاص. أعلم أن بركاتك لا تنفصل عن مشيئتك، وأن التحرير والسلام الحقيقي لا يناله إلا من يخضع لوصاياك بمحبة. ساعدني أن أسير بحسب شريعتك القوية، وأرفض كل ما لا يرضيك. ليكن حياتي شهادة حية على أنني أريد أن أرضيك وأكرمك. قدني، يا أبتي، إلى ابنك الحبيب، لكي أنال من خلاله الغفران، والتغيير، والخلاص.

يا الله القدوس، أعبدك وأسبحك من أجل رحمتك التي تتجدد كل صباح، ومن أجل صبرك عليّ، ومن أجل وعودك الأمينة. أنت رجائي الدائم ومعونتي الأكيدة. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كنهر عدل يطهر النفس ويقويها. وصاياك كنجوم السماء — ثابتة، جميلة، ومليئة بالإرشاد. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: الأرض من ذاتها تُنبت الزرع: أولاً الساق…

«الأرض من ذاتها تُنبت الزرع: أولاً الساق، ثم السنبل، ثم القمح الملآن في السنبل» (مرقس ٤:٢٨).

الناس أصحاب القلوب السامية لا يرضون بالركود. فهم دائماً حسّاسون لحركة الله—أحياناً حتى من خلال الأحلام، أو لمسات رقيقة، أو قناعات عميقة تظهر فجأة، لكننا نعلم أنها آتية من السماء. عندما يدركون أن الرب يدعوهم، لا يترددون. يتركون الراحة خلفهم، ويغادرون منطقة الأمان، ويبدؤون بشجاعة مرحلة جديدة من الأمانة. وهناك أيضاً أولئك الذين لا ينتظرون تراكم المسؤوليات—بل يبادرون فور فهمهم لإرادة الله، مسرعين لفعل الخير وجائعين لشيء أفضل بعد.

هذا النوع من النفوس لا يظهر صدفة. إنهم أشخاص اتخذوا في لحظة ما قراراً حاسماً: طاعة شريعة الله القوية. لقد فهموا أن الطاعة ليست مجرد مطلب—بل هي الطريق إلى الألفة مع الخالق. يعيشون إيماناً نشطاً، عملياً، دائماً. ولهذا السبب، يرون العالم بعيون مختلفة، ويحيون بسلام من نوع آخر، ويختبرون مستوى آخر من العلاقة مع الله.

عندما يقرر أحدهم طاعة الوصايا المذهلة التي أعطاها الرب للأنبياء في العهد القديم ولسيدنا يسوع، يحدث أمر خارق للطبيعة: يقترب الله من تلك النفس. يسكن الخالق في المخلوق. ما كان بعيداً يصبح حميماً. وما كان مجرد عقيدة يتحول إلى شركة حقيقية. حينها يبدأ الإنسان في عيش حياة جديدة—مليئة بالحضور والحماية والمحبة الإلهية. هذه هي مكافأة الطاعة: ليست فقط بركات خارجية، بل اتحاد أبدي مع الله الحي. -مقتبس من جيمس مارتينو. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: أيها الآب القدوس، أشكرك على كل مرة كلمتني فيها بلطف، ودعوتني إلى مستوى جديد من الأمانة. لا أريد أن أكون ممن يترددون أو يؤجلون. امنحني قلباً سامياً، حساساً لصوتك، مستعداً لطاعتك في كل شيء دون تأخير.

يا رب، أرغب أن أعيش مثل تلك النفوس الأمينة—التي لا تنتظر علامات عظيمة لتتحرك، بل تسارع لفعل الخير وإرضائك. أريد أن أتبع شريعتك القوية، وأسير في أمانة لوصاياك المقدسة، وأعيش حياة تكرمك يوماً بعد يوم. خذني إلى تلك الشركة التي تغيّر كل شيء.

يا الله القدوس، أعبدك وأسبّحك لأنك تقترب ممن يطلبونك بإخلاص. ابنك الحبيب هو أميري ومخلّصي الأبدي. شريعتك القوية كجسر من ذهب يربط السماء بالأرض، ويوصل النفس المطيعة بقلب الخالق. وصاياك كمسالك من نور وسط الظلام، تهدي أبناءك إلى حياة مليئة بمحبتك وحضورك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: سأعلّمك طريق الحكمة وأقودك في سبيل مستقيم…

«سأعلّمك طريق الحكمة وأقودك في سبيل مستقيم» (أمثال ٤:١١).

إنها الحقيقة: لدينا سيطرة ضئيلة جدًا على ظروف هذه الحياة. لا نعرف ما ينتظرنا غدًا، ولا يمكننا منع بعض الأحداث التي تصيبنا دون سابق إنذار. أشياء مثل الحوادث، الخسائر، الظلم، الأمراض أو حتى خطايا الآخرين — كل هذا يمكن أن يقلب حياتنا رأسًا على عقب في لحظة. ولكن، رغم هذا الاضطراب الخارجي، هناك أمر لا يستطيع أحد أن يتحكم فيه نيابةً عنا: اتجاه نفوسنا. هذا القرار لنا، في كل يوم.

لا يهم ما يلقيه العالم علينا، لدينا الحرية الكاملة لنقرر طاعة الله. وفي هذا العالم الفوضوي، حيث يتغير كل شيء بسرعة، تصبح شريعة الله القوية ملجأنا الآمن. فهي ثابتة، لا تتغير، كاملة. عندما نتوقف عن اتباع الجموع — التي غالبًا ما تحتقر طرق الرب — ونختار طاعة وصايا الخالق العظيمة، حتى لو كنا وحدنا، نجد ما يبحث عنه الجميع ولا يجده إلا القليلون: الحماية، السلام الحقيقي، والتحرر الحقيقي.

وأكثر من ذلك: هذا الاختيار للطاعة لا يباركنا فقط في هذه الحياة، بل يقودنا أيضًا إلى أعظم عطية على الإطلاق — الخلاص من خلال يسوع، ابن الله. هو تحقيق الوعد الذي أُعطي للذين يطيعون بإيمان وإخلاص. قد ينهار العالم من حولنا، ولكن إذا كانت نفوسنا راسخة في شريعة الرب، فلن يستطيع شيء أن يدمرنا. هذه هي الأمانة الحقيقية التي تأتي من العُلى. -مقتبس من جون هاملتون. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الحبيب، أعترف أن هناك أمورًا كثيرة في هذه الحياة خارجة عن سيطرتي. لكنني أسبحك لأن اتجاه نفسي في يدي، وأنا أختار أن أسلمها لك بثقة. حتى وسط الفوضى، أريد أن أبقى ثابتًا في طرقك.

يا رب، قوِّ قلبي حتى لا أتبع الأغلبية، بل أطيعك بأمانة. ليكن احتضاني لشريعتك القوية بمحبة ومهابة، ولتكن حياتي شهادة لسلامك في وسط الشكوك. ساعدني أن أحفظ وصاياك العظيمة، حتى عندما يختار الجميع من حولي تجاهلها.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك الإله الذي لا يتغير في عالم متقلب. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كالصخرة الثابتة في وسط العاصفة، التي تثبت أقدام الذين يطيعونك بإيمان. وصاياك كأجنحة حماية تغطي النفس المطيعة بالنعمة، والهداية، والخلاص. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: ستحفظ في سلامٍ كامل كل من يثق بك…

«سَتَحْفَظُ فِي سَلاَمٍ كَامِلٍ كُلَّ مَنْ يَثِقُ بِكَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ أَفْكَارُهُمْ ثَابِتَةٌ عَلَيْكَ» (إشعياء ٢٦:٣).

الله هو إله السلام. إنه يسكن في أبدية هادئة، فوق فوضى واضطراب هذا العالم. وإذا أردنا أن نسير معه، يجب أن نسمح لأرواحنا أن تصبح أيضًا كبحيرة هادئة وصافية، حيث يمكن لنوره الهادئ أن ينعكس بوضوح. هذا يعني أن نتجنب كل ما يسرق هدوءنا الداخلي — الملهيات، والاضطرابات، والضغوط الخارجية والداخلية. لا شيء في العالم يستحق فقدان السلام الذي يريد الله أن يسكبه على القلب المطيع.

حتى الأخطاء التي نرتكبها لا ينبغي أن تدفعنا إلى الشعور بالذنب واليأس. بل يجب أن تقودنا فقط إلى التواضع والتوبة الصادقة — وليس إلى الاضطراب. الجواب هو أن نرجع إلى الرب بكل قلوبنا، بفرح، وبإيمان، وباستعداد للاستماع إلى وصاياه المقدسة وطاعتها، دون تذمر أو مقاومة. هذا هو السر الذي يغفل عنه الكثيرون للأسف. يريدون السلام، لكنهم لا يقبلون الشرط الذي وضعه الله لنيله: الطاعة.

شريعة الله القوية، التي أُعلنت من خلال أنبيائه ومن خلال يسوع، هي طريق السلام الحقيقي. لا يوجد طريق آخر. فبدون الطاعة للمشيئة المعلنة بوضوح من الخالق، لا يوجد راحة للنفس. السلام الذي وُعِدَ به منذ بداية العالم لا يستقر إلا على الذين يفعلون ما يطلبه الله. إنه ليس شيئًا غامضًا أو بعيد المنال — بل هو نتيجة مباشرة للأمانة. وهذا السلام، متى ما استُقبِل، يثبت القلب في كل الظروف. -مقتبس من غيرهارد تيرستيجن. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الحبيب، أشكرك لأنك لست إله اضطراب، بل إله سلام. أريد أن أعرفك في هذا المكان من السكينة، حيث يضيء نورك على قلب هادئ وخاضع. علمني أن أرفض كل ما يسرق سلامي، وأن أستريح فقط في حضورك.

يا رب، أريد أن أطيعك بفرح وإيمان، دون مقاومة أو تذمر. أعلم أن شريعتك القوية هي الطريق الآمن للعيش في انسجام معك. امنحني قلبًا حساسًا لصوتك وثابتًا لحفظ وصاياك المقدسة. ليكن حياتي مشكّلة بمشيئتك، لا باضطراب هذا العالم.

يا الله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك أمير السلام. ابنك الحبيب هو مخلصي وفاديَّ الأبدي. شريعتك القوية هي انعكاس هادئ لمجدك على مياه نفس مطيعة وهادئة. وصاياك كأشعة الشمس اللطيفة لبرّك، تدفئ قلب المؤمن بالسلام والنور والأمان. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: لأن هيكل الله مقدس، وأنتم هذا الهيكل…

«لأن هيكل الله مقدس، وأنتم هذا الهيكل» (١ كورنثوس ٣:١٧).

في داخل كل واحد منا، يرغب الله أن يؤسس هيكله — مكان مقدس يُعبد فيه بالروح والحق. ليس مكانًا ماديًا، بل هو فضاء داخلي حيث تحدث العبادة الحقيقية: قلب خاضع، أمين ومكرّس. عندما تتجذر بعمق في هذه العبادة الداخلية، يحدث أمر قوي. تصبح حياتك تتجاوز حدود الزمان والمكان. تبدأ في أن تعيش لله، ومع الله وفي الله، في كل فكرة وقرار وتصرف.

لكن هذا النوع من الحياة لا يصبح ممكنًا إلا عندما يمتلك الله كل قلبك. عندما تقرر، بحزم وإخلاص، أن تطيع نور وروح الله الساكن فيك، وعندما يكون أعمق رغباتك أن تكون أمينًا لجميع وصايا الرب، حتى في وجه الانتقادات والرفض والمعارضة — حينها تتحول حياتك إلى تسبيح دائم. كل عمل أمانة، وكل اختيار طاعة، يصبح نشيدًا صامتًا يصعد إلى السماء.

هذا هو أهم خطوة في حياة أي إنسان: أن يكرس قلبه بالكامل لتعاليم الخالق التي أعطانا إياها — شريعته القوية التي أعلنها الأنبياء وأكدها يسوع. ليست خيارًا من بين عدة خيارات. إنها الطريق. إنها الجواب. إنها الطريقة الوحيدة لجعل الحياة هيكلًا حقيقيًا، حيث يسكن الله ويقود ويطهّر ويخلّص. -مقتبس من ويليام لو. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب القدوس، أشكرك لأنك ترغب أن تسكن في داخلي، ليس كزائر بل كسيد. ليكن هيكلك في قلبي مكانًا طاهرًا، خاضعًا، ومملوءًا دائمًا بالعبادة الحقيقية. أريد أن أطلبك ليس بكلمات فارغة، بل بحياة تكرمك بالروح والحق.

يا رب، خذ قلبي بالكامل. ليكن طاعتي لشريعتك القوية لا تعتمد على الظروف أو قبول الآخرين، بل تكون ثمرة محبتي الصادقة لك. علّمني أن أعيش بأمانة لكل واحدة من وصاياك المقدسة، وليتحول كل حياتي إلى تسبيح لاسمك.

يا الله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك ترغب أن تجعلني هيكلك الحي. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية مثل نار مقدسة تستهلك كل ما هو نجس وتحول النفس إلى مسكن مقدس. وصاياك مثل بخور دائم يصعد من القلب المطيع كعبادة حية ومرضية لديك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: سمحتَ لي أن أمرَّ بكثير من المعاناة، لكن…

«سمحتَ لي أن أمرَّ بكثير من المعاناة، لكنك ستعيد إحياء حياتي من جديد وسترفعني من أعماق الأرض» (مزمور 71:20).

الله لا يدعونا أبداً إلى الجمود. إنه إله حي، حاضر وفاعل في كل تفصيل من تفاصيل رحلتنا. حتى وإن لم نره، فهو يعمل. أحياناً يكون صوته همساً هادئاً يلمس القلب ويدعونا للمضي قدماً. وأحياناً نشعر بيده القوية، تقودنا بقوة ووضوح. لكن هناك أمر واحد مؤكد: الله يقودنا دائماً إلى طريق الطاعة — إلى شريعته القوية. هذا هو الدليل الذي لا يخطئ على أنه هو من يقودنا.

إذا ظهر أمامك أي طريق آخر، أو أي اتجاه يقلل من أهمية الطاعة لوصايا الله المقدسة أو يحتقرها، فاعلم يقيناً: هذا ليس من الخالق، بل من العدو. الشيطان سيحاول دائماً أن يقدم طرقاً مختصرة، وبدائل “أسهل”، وطرقاً واسعة تبدو جيدة للعين، لكنها تبعد النفس عن الحياة الأبدية. أما الله، فيدعونا إلى الطريق الضيق — نعم، هو متطلب، لكنه آمن، مقدس ومليء بالهدف.

الله يريد لك الخير — ليس فقط في هذه الحياة، بل في الأبدية أيضاً. وهذا الخير لا يمكن بلوغه إلا من خلال الطاعة لشريعته المقدسة والأبدية. قد يقدم العالم وعوداً فارغة، لكن البركة الحقيقية، والتحرر، والخلاص لن تأتي إلا عندما تختار أن تعيش وفق الوصايا التي أعلنها الله من خلال أنبيائه ويسوع. لا يوجد طريق آخر. لا يوجد خطة أخرى. وحدها الطاعة تقود إلى الحياة الحقيقية. -مقتبس من جون جوويت. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا أبتاه المحب، أشكرك لأنك لست إلهاً بعيداً أو غير مبالٍ. أنت دائماً فاعل في حياتي، حتى عندما لا ألاحظ ذلك. اليوم، أعترف أن كل لمسة منك، وكل توجيه تمنحني إياه، له هدف: أن تقودني إلى طريق الطاعة والحياة.

يا رب، ساعدني أن أميز صوتك وسط أصوات العالم الكثيرة. إذا حاول شيء أن يبعدني عن شريعتك القوية، فامنحني الحساسية لأرفضه. قوِّ قلبي لأتبع وصاياك المقدسة بفرح، حتى عندما يكون الأمر صعباً. أثق أن هذا الطريق وحده هو الذي سيقودني إلى السلام الحقيقي وإلى الأبدية معك.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك أب أمين ومُعتنٍ. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كأنها نهر حياة يفيض من عرشك، ينعش النفس المطيعة باللطف والحق. وصاياك كأعمدة أبدية تحمل السماء وتهدي الأرض، تقود أبناءك إلى ملجأ حضورك. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.