أرشيف التصنيف: Devotionals

شريعة الله: تأملات يومية: وسيكون أن كل من يدعو باسم الرب يخلص

«وسيكون أن كل من يدعو باسم الرب يخلص» (يوئيل ٢:٣٢).

عندما تنكشف قداسة الله وعدله لضميرنا، نرى بوضوح الهوة التي حفرها الخطيئة في داخلنا. لا يمكن أن تنبت أي رجاء حقيقي من قلب فاسد، موسوم بعدم الإيمان الذي ورثناه من سقوط آدم. وفي لحظة المواجهة مع حالتنا الحقيقية هذه، نبدأ بالنظر خارج أنفسنا — بحثاً عن مخلّص، شخص يمكنه أن يفعل ما لا نستطيع فعله أبداً بقوتنا الذاتية.

وحينها، بالإيمان الحي، نرى حمل الله — الابن الذي أُرسل وسيطاً بين السماء والأرض. يصبح الدم المسفوك على الصليب حقيقة أمام أعيننا، وتتحول الكفارة التي صنعها من مجرد فكرة إلى رجائنا الوحيد. ولكن كلما فهمنا هذا الخلاص، ندرك أيضاً أن الطريق إليه يمر عبر إرضاء الآب — ذلك الآب نفسه الذي يقودنا إلى الابن عندما نختار أن نعيش بحسب الوصايا العجيبة التي أعلنها لنا.

الطاعة تجلب لنا البركات والتحرر والخلاص. وكما كانت الذبائح القديمة تتطلب الأمانة للشريعة قبل موت الحيوان البريء، كذلك اليوم يرسل الآب إلى الحمل أولئك الذين يسلكون في طرقه بإخلاص. فليكن قلبنا مستعداً للطاعة، لكي يقودنا هو إلى ينبوع الفداء. -مقتبس بتصرف عن جي. سي. فيلبوت. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا الله القدوس، عندما أنظر إلى داخلي، أرى كم أنا بحاجة إلى الخلاص. لا يكفي أي جهد ذاتي لأنتشل نفسي من الحالة الساقطة التي أعيشها. لذلك، أرفع عيني إليك، يا منبع كل ما هو طاهر وحق.

افتح عيني لأدرك قيمة ذبيحة ابنك وعلّمني أن أسلك في طرقك بأمانة. لا تسمح لي أن أقترب من يسوع بقلب متمرد، بل كمن يخضع لمشيئتك ويسعى لإرضائك في كل شيء.

أيها الرب الحبيب، أشكرك لأنك أظهرت لي أن لا خلاص إلا في ابنك. ابنك الحبيب هو أميري ومخلّصي الأبدي. شريعتك القوية هي الطريق الذي يهيئ نفسي للقائه. وصاياك هي كالسلالم التي تقودني إلى الفداء. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: ادعني فأستجيب لك وأخبرك بعظائم وعوائص لم تعرفها

«ادعني فأستجيب لك وأخبرك بعظائم وعوائص لم تعرفها» (إرميا ٣٣:٣).

عندما توجد حياة في داخلنا، فإنها دائمًا ما تظهر — حتى لو كانت في شكل تنهدات أو تأوهات أو صرخات صامتة. النفس التي لمسها الله الحي لا تستطيع أن ترضى ببرودة الخطية أو الجمود الروحي. إنها تصارع، تئن، وتبحث عن الهواء. وحتى عندما تخنقها الجسد وثقل الطبيعة القديمة، فإن الحياة التي جاءت من العُلى ترفض أن تبقى صامتة. تحاول أن تخرج، أن تنهض، أن تتحرر من ذلك الجسد الميت الذي يصر على خنقها.

هذا الصراع الداخلي هو علامة على أن شيئًا ثمينًا يسكن فينا. وفي هذه المعركة بالذات تتجلى أهمية طاعة وصايا الله السامية. إن الطاعة لناموسه القوي هي التي تقوي الحياة التي زرعها في قلوبنا. وبينما تحاول الطبيعة الجسدية أن تشدنا إلى الأرض، فإن وصايا الرب ترفعنا إلى فوق، وتذكرنا من نحن وإلى أين يجب أن نذهب.

الآب يبارك ويقود المطيعين إلى الابن لنيل الغفران والخلاص. لا تيأس أمام الصراعات الداخلية — إذا كانت هناك حياة، فهناك رجاء. استمر في البحث، في الدعاء، في الطاعة… والرب، الذي يرى في الخفاء، سيسمع ويعمل. هو بنفسه سيقوي الحياة التي زرعها فيك حتى تنتصر على كل ما يحاول خنقها. -بتصرف عن جي. سي. فيلبوت. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا رب الإله، أنت وحدك تعلم المعارك التي تدور بداخلي. أحيانًا أشعر كأنني أحاول أن أتنفس تحت ثقل هائل، لكنني مع ذلك أستمر في الدعاء، لأنني أعلم أن هناك حياة في داخلي، وهذه الحياة منك.

امنحني القوة لأحارب كل ما يحاول أن يشدني إلى ما هو أرضي وبارد وفارغ. أحيِ في داخلي الرغبة في طاعتك، حتى عندما تبدو قواي ضعيفة. لا تسمح لي أن أعتاد على صمت النفس، بل أن أستمر في طلبك بإخلاص.

أيها الآب الحبيب، أشكرك لأنك أشعلت في داخلي شرارة الحياة الحقيقية. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. ناموسك القوي هو نسمة الحياة التي تنعش روحي المنكسرة. وصاياك هي حبال من نور ترفعني من الظلمة. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: لا تدع كلمات هذا سفر الشريعة تبرح فمك…

«لا تدع كلمات هذا سفر الشريعة تبرح فمك، بل تأمل فيها نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيها. حينئذ تصلح طريقك وتنجح» (يشوع ١:٨).

التأمل في كلمة الله يتجاوز بكثير تخصيص لحظة من اليوم للصلاة أو القراءة. التأمل الحقيقي يحدث أثناء عيشنا — عندما نسمح للحقائق الإلهية أن تشكل قراراتنا وردود أفعالنا ومواقفنا طوال الحياة اليومية. البار لا يتصرف بدافع الاندفاع، بل يستجيب للحياة بناءً على الحكمة التي تأتي من العلى، لأن أفكاره متوافقة مع ما أعلنه الرب بالفعل.

حتى عندما لا تقدم لنا الكتاب المقدس تعليمات مباشرة لبعض المواقف، فإن من يتغذى يومياً على حقائق الرب يستطيع أن يميز الطريق الصحيح الذي ينبغي أن يسلكه. يحدث هذا لأنه نقش وصايا الله العجيبة في قلبه، وهناك تثمر. الشريعة الإلهية ليست مجرد معرفة — بل تُعاش في كل خطوة، سواء في الروتين البسيط أو في اللحظات الصعبة.

الله لا يكشف خططه إلا للمطيعين. وعندما نسمح لوصايا الرب العظيمة أن تحكم اختياراتنا اليومية، نفتح المجال لأن نُقاد ونُقوّى ونُرسل إلى الابن. فليظل ذهننا اليوم وكل يوم متصلاً بكلمات الآب، ولتؤكد أعمالنا الإيمان الذي نعترف به. -مقتبس من جوزيف بلينكينسوب. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الأبدي، لتكن كلمتك حية في داخلي في كل تفصيل صغير من روتيني. علمني ألا أبحث عنك فقط في لحظات منفصلة، بل أن أتعلم أن أسمع صوتك طوال يومي، في كل خطوة أخطوها.

علمني أن أستجيب للحياة بحكمة، متذكراً دائماً ما قد قلته يا رب. اكتب تعاليمك في قلبي حتى لا أحيد عن طريقك، حتى عندما لا تكون هناك إجابات سهلة.

يا إلهي الحبيب، أشكرك لأنك علمتني أن التأمل في كلمتك هو أن أعيش معك في كل لحظة. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كنز يومي ينير أفكاري. وصاياك منارات تحفظني آمناً في كل قرار. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: “الرب راعيَّ، فلا يعوزني شيء. في مراعٍ خضراء يربضني، إلى مياه…

“الرب راعيَّ، فلا يعوزني شيء. في مراعٍ خضراء يربضني، إلى مياه الراحة يوردني” (مزمور 23: 1-2).

الله لا يخطئ أبداً في قيادتنا. حتى عندما يبدو الطريق صعباً والمنظر أمامنا مخيفاً، يعرف الراعي تماماً أين المراعي التي ستقوينا أكثر. أحياناً يقودنا إلى بيئات غير مريحة، حيث نواجه مقاومات أو تجارب. لكن في عينيه، تلك الأماكن هي حقول خصبة — وهناك، تُغذى إيماننا ويُشكَّلُ طبعنا.

الثقة الحقيقية لا تتطلب تفسيرات. دورنا ليس أن نفهم جميع الأسباب، بل أن نطيع توجيه الرب، حتى لو بدت المياه من حولنا مضطربة. شريعة الله العجيبة تُظهر لنا أنه عندما نسير بأمانة في الطريق الذي حدده لنا، يمكن حتى لأمواج الألم أن تصبح ينابيع للراحة. الأمان يكمن في الاتباع — بقلب ثابت — للطرق التي كشفها لنا خالقنا.

الطاعة تجلب لنا البركات، والتحرير، والخلاص. الله يعلم ما تحتاجه كل نفس، وهو يقود بالكمال الذين يختارون الاستماع إلى صوته. إذا كنت ترغب في النمو، والتقوي، وأن تُرسَل إلى الابن، اقبل المكان الذي وضعك فيه الآب اليوم — وسر بثقة، متغذياً بتعاليم الرب الأبدية. -مقتبس من هانا ويتال سميث. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الأمين، حتى عندما لا أفهم الطريق، أختار أن أثق بك. أنت الراعي الذي يعرف كل خطوة قبل أن أخطوها، وأعلم أن لا شيء يقودني إليه إلا وله غرض من المحبة. قُدني لأثق أكثر، حتى في وجه الصعوبات.

علمني أن أستلقي بجانب المياه التي اخترتها لي، سواء كانت هادئة أو مضطربة. اجعلني أرى بعينيك وأتعلم أن أستقبل كل ما أعددته لنموي. لا تدعني أشك في توجيهك أبداً، بل دعني أتابع بطاعة وامتنان.

يا الله الحبيب، أشكرك لأنك الراعي الكامل الذي يقودني حتى في وديان الظلام. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي مرعى أخضر يغذي نفسي. وصاياك هي مياه حية تطهرني وتقويني. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: الذين يعرفون اسمك يثقون بك، لأنك، يا رب، لا تترك الذين…

«الذين يعرفون اسمك يثقون بك، لأنك، يا رب، لا تترك الذين يطلبونك أبداً» (مزمور 9:10).

إن اضطراب العالم من حولنا يحاول باستمرار أن يسرق انتباهنا ويبعدنا عما هو مهم حقاً. لكن هناك دعوة إلهية لندخل أبواب قلوبنا ونبقى هناك. ففي هذا المكان الحميمي والهادئ نستطيع أن نسمع بوضوح التوجيه العذب من الله لحياتنا. عندما نتوقف عن البحث عن الإجابات في الخارج ونبدأ في البحث داخلنا، بقيادة حضور الرب، ندرك أنه كان دائماً لديه شيء ليظهره لنا — طريقاً، اختياراً، تسليماً.

وعندما يرينا الطريق، يكون علينا أن نخطو الخطوات الصحيحة. هناك جمال وقوة في اتباع إرشادات خالقنا — الإرشادات التي كشفها بالفعل في وصاياه العظيمة. عندما نحتضن إرادته في حياتنا اليومية، نبرهن أن قلوبنا متجهة نحو الأمور السماوية. فالأمر لا يتعلق بالسعي وراء تجارب عاطفية، بل بعيش حياة قائمة على الطاعة التي تغير وتدعم وتكرم الذي خلقنا.

إن الله لا يكشف خططه إلا للمطيعين. في كل يوم جديد، لدينا فرصة أن نُقاد بأمان وهدف من قبله. إذا أردنا الوصول إلى يسوع وننال كل ما أعده الآب لنا، يجب أن نسير بصدق أمام كلمته. الآب يبارك ويرسل المطيعين إلى الابن للمغفرة والخلاص. اختر الطاعة، واستعد لرؤية وعود الرب تتحقق. -مقتبس من جون تاولر. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الحبيب، ساعدني أن أسكت الأصوات الخارجية التي تحاول أن تربك خطواتي. خذني إلى مكان سلام داخلي حيث أستطيع أن أسمع صوتك بوضوح وأجد الأمان في خططك. لتتعلم نفسي أن تستريح فيك.

امنحني التمييز لأتعرف على إرادتك في كل قرار صغير في يومي. علمني أن أقدّر الطرق التي رسمتها منذ البدء، لأني أعلم أن فيها الخير الحقيقي لحياتي. لا تدعني أسير بدافع الاندفاع، بل بثبات ووقار.

يا رب الحبيب، أشكرك لأنك أريتني أن سر السلام يكمن في سماع صوتك واتباعه. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كنهر من الحكمة يروي قلبي. وصاياك مسارات آمنة تقود نفسي إلى الحياة. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: “سَتَحْفَظُ فِي السَّلاَمِ الكَامِلِ كُلَّ مَنْ ثَبَتَ…

“سَتَحْفَظُ فِي السَّلاَمِ الكَامِلِ كُلَّ مَنْ ثَبَتَ ذِهْنُهُ عَلَيْكَ، لأَنَّهُ يَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ” (إشعياء ٢٦:٣)

من الطبيعي أن يشعر قلبنا بالخوف أمام التغييرات وعدم اليقين في الحياة، لكن الله يدعونا إلى موقف آخر: ثقة كاملة بأنّه، أبونا الأبدي، سيعتني بنا في جميع الظروف. الرب ليس معنا اليوم فقط — بل هو حاضر أيضاً في الغد. اليد التي ساندتك حتى الآن ستبقى ثابتة، تقود خطواتك، حتى عندما تضعف قواك. وعندما لا تعود قادراً على السير، سيحملك هو نفسه بين ذراعيه المملوءتين محبة.

عندما نختار أن نعيش بهذه الثقة، ندرك كيف تصبح الحياة أخف وأكثر ترتيباً. لكن هذا السلام لا يكون ممكناً إلا عندما نتخلى عن الافتراضات القلقة ونلتفت إلى وصايا الرب العظيمة. فمن خلالها نتعلم أن نعيش بتوازن وشجاعة. شريعة الله العجيبة لا تعلّمنا فقط — بل تقوينا وتشكلنا لنحتمل التجارب بكرامة ودون يأس.

ثق إذاً بالله الذي لا يفشل أبداً. اجعل الطاعة له ملجأك الآمن. الآب يبارك ويرسل المطيعين إلى الابن للمغفرة والخلاص. لا تدع المخاوف والخيالات التي تشلّك تسيطر عليك. سلّم نفسك لإرشاد الرب، وهو بنفسه سيتولى أمرك، اليوم ودائماً. -مقتبس من فرنسيس دي سال. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الأمين، كم من مرة تركت نفسي تحت سيطرة الأفكار القلقة والمخاوف مما لم يحدث بعد. اليوم أعلن أنني أثق بك. لقد اعتنيت بي حتى الآن، وأؤمن أنك ستواصل دعمي في كل خطوة من رحلتي.

قدني، يا رب، بحكمتك. ساعدني أن أطرح كل فكر لا يأتي منك، وكل قلق يسلبني سلامي. أريد أن أستريح في يقين أن الرب سيكون معي في كل شيء، يقويني ويقودني بأمان.

يا رب الحبيب، أشكرك لأنك كنت رحيماً جداً معي. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية سور حولي ونور في الطريق المظلم. وصاياك ملجأ آمن، عزاء للمكروب ومرساة للأمين. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: “فلا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه…

“فلا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه؛ يكفي كل يوم شره” (متى 6:34).

عندما نسمح للقلق بشأن المستقبل أن يسيطر على قلوبنا، نفقد القدرة على رؤية ما يتطلبه منا الحاضر بوضوح. وبدلاً من أن نجد القوة، نصبح مشلولين. يدعونا الله إلى التركيز على اليوم — أن نثق بأن خبز هذا اليوم سيُعطى لنا، وأن حمل اليوم كافٍ بحد ذاته. لسنا بحاجة إلى تكديس الأيام، ولا إلى حمل آلام زمن لم يأتِ بعد. هناك حكمة في أن نعطي كل يوم نصيبه من الانتباه والجهد.

ولكي نعيش بهذه الطمأنينة والثبات، نحن بحاجة إلى مرجعية آمنة. إن وصايا الرب العجيبة لا ترشدنا فقط، بل تضع أيضاً النظام في أذهاننا والسلام في أرواحنا. عندما نسترشد بالشريعة الجميلة التي أعلنها الآب لعباده، نكتشف إيقاع حياة صحي، كامل وحقيقي. وهذه الطاعة العملية هي التي تمكننا من إنجاز كل مهمة اليوم بشجاعة، دون أن نستهلك أنفسنا بمخاوف الغد.

إذا كنت ترغب في أن تتقوى وتعيش بهدف، فارجع إلى ما أمر به الله. الآب يبارك ويقود المطيعين إلى الابن لنيل الغفران والخلاص. لا تعش كمن يسير في الظلام، يتعثر فيما لم يأتِ بعد. سر بثقة، مؤسساً على إرادة الخالق، وسترى كيف يكشف خططه للذين يسمعونه ويتبعونه. -مقتبس من جون فريدريك دينيسون موريس. إلى الغد، إن شاء الرب وأحيانا.

صلِّ معي: أيها الآب الحبيب، أعلم أنني كثيراً ما أقلق بشأن ما هو آتٍ وأهمل أن أعيش اليوم الذي منحته لي. علمني أن أثق بك بعمق أكبر. ليكن لي راحة في عنايتك، عالمًا أنك حاضر في غدي.

امنحني حكمة لأحسن استخدام وقتي اليوم. ليكن لي إخلاص في كل ما وضعت بين يدي، دون تأجيل، دون خوف، دون تذمر. قدني بروحك ليكون حياتي بسيطة، مثمرة وصادقة أمامك.

يا إلهي، أشكرك على كل شيء. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي هداية ثابتة لقدميّ وملاذ آمن لنفسي. وصاياك كنوز من العدل والحياة والسلام. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: “من هو أمين في القليل فهو أيضًا أمين في الكثير؛ ومن هو غير…

“من هو أمين في القليل فهو أيضًا أمين في الكثير؛ ومن هو غير أمين في القليل فهو أيضًا غير أمين في الكثير” (لوقا 16:10).

لا يوجد شيء صغير أو غير مهم عندما يأتي من يد الله. ما يطلبه منا، مهما بدا صغيرًا في أعيننا، يصبح عظيمًا — لأن عظيم هو الذي يأمر. الضمير الذي يوقظه صوت الرب لا يمكن تجاهله. عندما نعلم أن الله يدعونا إلى أمر ما، ليس من شأننا أن نقيس أهميته، بل أن نطيع ببساطة وباتضاع.

وهنا بالضبط تبرز جمال الطاعة لشريعة الله الرائعة. كل وصية، وكل تعليم مكشوف في الكتاب المقدس، هو فرصة لنُوجد أمناء. حتى ما يحتقره العالم — التفاصيل، الإيماءة الخفية، العناية اليومية — يمكن أن يصبح مصدر بركة إذا أُنجز بأمانة. وصايا خالقنا السامية لا تعتمد على حكمنا: بل لها قيمة أبدية.

إذا اخترنا أن نطيع بشجاعة وفرح، فإن الرب سيتكفل بالباقي. سيمنحنا القوة للتحديات الكبيرة عندما يجدنا أمناء في المهام البسيطة. ليجدنا الله اليوم مطيعين، وليبعث لنا الآب، عندما يرى أمانتنا، ابنه الحبيب لننال الحياة الأبدية. -بتصرف عن جان نيكولا غرو. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب السماوي، كثيرًا ما اعتبرت الأمور التي وضعتها أمامي صغيرة. اغفر لي لأني لم أدرك أن كل ما يأتي منك ثمين. علمني أن أسمع صوتك وألا أستخف بأي مهمة تعهدها إليّ.

امنحني قلبًا شجاعًا، مستعدًا لطاعتك في كل شيء، حتى فيما يبدو بسيطًا أو خفيًا عن أعين الآخرين. علمني أن أقدّر كل وصية منك كتعليم مباشر من السماء. لا تدعني أقيس مشيئتك بمنطقي المحدود.

أريد أن أعيش في أمانة دائمة. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية هي شعلة تنير خطوات البار، حتى في أضيق الدروب. وصاياك السامية هي بذور أبدية مزروعة في تربة الطاعة الخصبة. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: “أرني يا رب طرقك، وعلمني سبلك…”

“أرني يا رب طرقك، وعلمني سبلك” (مزمور 25:4).

هناك شيء مُغيّر للحياة في أن نعيش وأعيننا منتبهة لتفاصيل أيامنا. عندما ندرك أن الله يعتني حتى بأصغر احتياجاتنا، تمتلئ قلوبنا بالامتنان الحقيقي. منذ الطفولة، كانت يداه ترشدنا — دائماً بالبركة. حتى التصحيحات التي تلقيناها على مدار حياتنا، عندما ننظر إليها بالإيمان، تظهر كواحدة من أعظم الهبات التي اختبرناها.

لكن هذا الإدراك لا يجب أن يدفعنا فقط للشكر — بل يجب أن يدفعنا للطاعة. كلما اعترفنا بعناية الآب الدائمة، فهمنا أن الاستجابة الأكثر عدلاً هي أن نتبع شريعته القوية. إن وصايا الخالق المذهلة ليست عبئاً، بل هدية — فهي ترينا طريق الحياة والحكمة والشركة معه.

من يسير في طريق الطاعة يعيش تحت نور الرب. وفي هذا المكان من الأمانة، يباركنا الآب ويرسلنا إلى ابنه الحبيب لننال الغفران والخلاص. لا يوجد طريق أكثر أماناً أو امتلاءً أو صدقاً من طاعة إلهنا. -بتصرف عن هنري إدوارد مانينغ. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: أيها الآب الحبيب، أشكرك لأنك أظهرت لي أن حضورك في كل تفصيل من تفاصيل حياتي. أشكرك على كل لمسة رعاية، وعلى كل لحظة ساندتني فيها دون أن أدرك. أعترف اليوم أن كل ما لدي هو من يديك.

أريد أن أعيش أكثر وعياً بمشيئتك. امنحني قلباً مطيعاً، لا يسبحك بالكلام فقط، بل بالأفعال أيضاً. ليكن حياتي موسومة بالأمانة وبالقرار الثابت أن أسير في طرقك العجيبة.

يا رب، أريد أن أتبعك بكل قلبي. ابنك الحبيب هو أميري ومخلصي الأبدي. شريعتك القوية كأنها لحن ثابت يرشد خطواتي. وصاياك الرائعة لآلئ ثمينة مزروعة في طريقي. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.

شريعة الله: تأملات يومية: “من يصعد إلى جبل الرب؟ من يقف في موضع قدسه؟ الذي له يدان…

“من يصعد إلى جبل الرب؟ من يقف في موضع قدسه؟ الذي له يدان نقيتان وقلب طاهر” (مزمور 24: 3-4).

المصير النهائي لكل النفوس السائرة نحو السماء هو المسيح. فهو في المركز لأنه مرتبط على قدم المساواة بكل من ينتمي إلى الله. كل ما هو في المركز مشترك بين الجميع — والمسيح هو نقطة الالتقاء. هو الملجأ، الجبل الآمن الذي يجب على الجميع أن يصعدوا إليه. ومن يصعد هذا الجبل لا ينبغي له أن ينزل بعد ذلك.

هناك، في القمة، توجد الحماية. المسيح هو جبل الملجأ، وهو عن يمين الآب، لأنه صعد إلى السماوات بعدما أتم إرادة الله الكاملة. ولكن ليس الجميع في طريقهم إلى هذا الجبل. الوعد ليس لأي شخص. فقط الذين يؤمنون حقًا ويطيعون، لهم الحق في الدخول إلى الملجأ الأبدي الذي أعده الله.

الإيمان بأن يسوع قد أُرسل من الآب أمر أساسي — لكنه ليس كل شيء. يجب على النفس أن تطيع شريعة الله القوية، التي أعلنها الأنبياء في العهد القديم وأعلنها يسوع نفسه. الإيمان الحقيقي يسير جنبًا إلى جنب مع الطاعة الصادقة. فقط الذين يؤمنون ويطيعون يُستقبلون من المسيح ويُقادون إلى المكان الذي أعده لهم. -مقتبس من أغسطينوس أسقف هيبونا. إلى الغد، إن شاء الرب.

صلِّ معي: يا ربي وإلهي، أشكرك لأنك جعلت ابنك في مركز كل شيء، كصخرتي الثابتة وملجأي الأبدي. أعلم أنه لا يوجد خلاص خارج المسيح، وإليه أريد أن أتوجه كل أيام حياتي.

قوِّ إيماني حتى أؤمن حقًا أن يسوع قد أُرسل من قبلك. وأعطني قلبًا مطيعًا، لكي أتمم بإخلاص كل شريعتك القوية والوصايا التي أعطيتها من خلال الأنبياء وابنك الحبيب. لا أريد فقط أن أصعد الجبل — بل أريد أن أبقى عليه، ثابتًا في الطاعة والإيمان.

أيها الإله القدوس، أعبدك وأسبحك لأنك أريتني طريق الخلاص. ابنك الحبيب هو أميري الأبدي ومخلصي. شريعتك القوية هي الطريق الوعر الذي يقود إلى قمة حضورك. وصاياك المقدسة كدرجات آمنة تبعدني عن العالم وتقربني من السماء. أصلي باسم يسوع الثمين، آمين.